حكم ترك صلاة الجماعة لتوهم خطأ الإمام في قراءة الفاتحة

0 144

السؤال

أشكركم إخوتي في الله على ما تقدمونه من خير للمسلمين.
سؤالي لكم: إنني دائما عند صلاتي في المساجد مأموما أحس أن الأئمة لا يجيدون قراءة الفاتحة، وأحس أنهم يخطئون في قراءة بعض الحروف أحيانا، أو لا يذكرون حرفا كعدم ذكرهم لحرف العين في كلمة "أنعمت" مثلا، وهذا حال كل الأئمة تقريبا، وقد علمت أن الصلاة خلف الإمام الذي لا يجيد قراءة الفاتحة باطلة، فهل هذا الكلام ينطبق على من نعلم أنهم لا يجيدون قراءة الفاتحة فقط؟ وهل لو صليت خلف إمام أخطأ في قراءة الفاتحة، ولم أكن أعلم عدم إجادته لقراءة الفاتحة تكون صلاتي صحيحة أم علي الإعادة؟
أرجو منكم الإجابة بالتفصيل، مع العلم أنني كنت أعاني من وسوسة شديدة في السابق، كانت سببا في تركي للصلاة لفترة طويلة، وأحاول قدر الإمكان الصلاة في جماعة لصعوبة صلاتي وحدي، لكنني فكرت في ترك الصلاة في المساجد، وفي جماعة؛ لأنني دائما ما أقطعها أو أعيدها بسبب أخطاء الأئمة في قراءة الفاتحة.
وفي بعض الأحيان لا أكون متأكدا تماما من صحة قراءة الإمام لسورة الفاتحة بسبب عدم وضوح الصوت، فما الحكم في هذه الحالة؟
وجزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه من خير للمسلمين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلعل ما ذكرت مجرد وهم، وأثر من آثار الوساوس التي ذكرت أنك كنت تعاني منها في السابق، ليفسد الشيطان عليك صلاتك، ويثبطك عن أدائها في الجماعة حتى يفوت عليك أجرها؛ إذ لا يتصور أبدا أن "كل الأئمة تقريبا" -على حد تعبيرك- يخطئون في الفاتحة، ويبدلون بعض حروفها أو يسقطونها.

وعلى هذا؛ فيتعين عليك الإعراض عن الوسواس، وتجاهله بالكلية، وعليك أن تحافظ على الصلاة في الجماعة، ولا يمنعك من ذلك ما تتوهمه من خطأ الأئمة في القراءة، فإذا شككت في أن الإمام قد أخطأ في الفاتحة، فلا تلتفت لذلك الشك ولا تعره اهتماما وواصل في صلاتك، وإذا انتهيت منها فلا تعدها مطلقا.

وعليك بعصيان الشيطان كلما حاول أن يوسوس لك، ويشككك في صحة قراءة من تصلي خلفه، واضعا نصب عينيك دائما قول الله -عز وجل-: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير {فاطر:6}. مستحضرا هذه العداوة المتأصلة فيه، وما يريده من تنغيص لذة عبادتك عليك، وحرمانك من أجر الصلاة في الجماعة، وغير ذلك مما فيه الخير لك.

وراجع الفتوى رقم: 51601 بشأن سبل علاج الوسوسة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة