ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

0 121

السؤال

أتحرى الأخلاق الحسنة، ولا أغضب إلا إذا أحسست أني أهنت، فهل يعتبر الغضب من أحد زملاء العمل، مع أنه المخطئ في حقي من سوء الخلق؛ لأنني أخشى إذا لم أرد عليه أن يستمر في إهانتي؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فالحلم، وكف الأذى، والصفح عن المسيء، كل هذه أخلاق حسنة، حري بالمسلم أن يتخلق بها، ويحرص عليها، ودفع السيئة بالحسنة مما ندب إليه الشرع، وبين أن له عاقبة حميدة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. رواه مسلم.

لكن قد يكون ترك العفو أحيانا أولى، وذلك فيما إذا كان في العفو تشجيع للمسيء على التمادي في إساءته، فإن العفو إنما يكون أفضل إذا اشتمل على المصلحة الراجحة، كما قال تعالى: فمن عفا وأصلح فأجره على الله {الشورى:40}، وقد بينا هذا موضحا في الفتويين رقم: 278878، ورقم: 250387.

وعلى هذا؛ فينبغي أن تتحلى بالعفو، والصفح، وتجعل هذا خلقا لك لا تعدل عنه، إلا إذا علمت أن في عفوك عن المسيء مفسدة راجحة؛ فحينئذ يشرع لك الانتصار لدفع هذه المفسدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة