حكم تغير مدة الحيض والطهر المتخلل للحيضة

0 120

السؤال

أنا بنت عمري 25 سنة غير متزوجة.
أعاني من مشاكل الدورة الشهرية منذ سنين؛ في البداية أيام المراهقة كانت دورتي طبيعية، وتستمر من 7 إلى 8 أيام. بعدها أصبحت غير منتظمة، وتنقطع لشهور، ودام هذا الأمر عدة سنوات، فراجعت طبيبة النساء، وتبين عندي تكيس مبايض.
الآن قمت بفقدان الوزن الزائد، وممارسة الرياضة، والحمد لله انتظمت الدورة، وتأتي في نفس التاريخ شهريا.
الآن لا أشعر بالألم أثناء الدورة كالسابق، والدورة متقطعة، أي: ممكن يمر يوم كامل من دون نزول أي شيء، أيضا أصبحت مدتها طويلة، أي: ينزل مني دم لـ 11 إلى 12 يوما بشكل متقطع تقريبا.
نزلت الدورة هذا الشهر بتاريخ 22/11/2015 وحتى يوم 1/12/2015 وأنا ينزل مني دم بشكل متقطع، بعدها توقف، فاغتسلت أمس، وصليت العشاء، والفجر اليوم، ولكن ما زالت تنزل مني مادة بنية، ولهذا أنا أتوضأ لكل صلاة.
تعبت جدا من موضوع الصلاة، لا أعرف بالضبط متى أغتسل وأصلي! فهل أعتمد على مدة دورتي السابقة في أيام المراهقة (أي: 8 أيام) أم أعتمد على مدتها الآن بعد ما انتظمت (12 يوما)؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فمن المعلوم أن أيام الحيض قد تنقص وقد تزيد، ولكن أكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما، وما زاد على ذلك فهو استحاضة؛ جاء في الموسوعة الفقهية: وأكثره خمسة عشر يوما بلياليهن، لقول علي -رضي الله عنه-: ما زاد على الخمسة عشر استحاضة، وأقل الحيض يوم وليلة. وقال عطاء: (رأيت من تحيض خمسة عشر يوما). ويؤيده ما رواه عبد الرحمن بن أبي حاتم في سننه عن ابن عمر مرفوعا: النساء ناقصات عقل ودين. قيل ما نقصان دينهن؟ قال: تمكث إحداهن شطر عمرها لا تصلي. اهـ.

وما دمت ترين الدم في أحد عشر يوما أو اثني عشر يوما -كما ذكرت-، فإن هذه مدة لا تتجاوز الخمسة عشر يوما، فتكونين حائضا في مدة رؤية الدم، والأيام التي تتخلل تلك المدة وينقطع فيها الدم يرى بعض العلماء أنها داخلة في مدة الحيض، وهذا يسمى بمذهب السحب، فيسحبون أيام الحيض على أيام الطهر، ويعتبرونها كلها أيام حيض، ويرى آخرون أنها أيام طهر، وهذا يسمى بالتلفيق، وهو القول المفتى به عندنا، فإذا انقطع عنك الدم اغتسلت وصليت، وإذا عاد توقفت عن الصلاة، وانظري الفتوى رقم: 138491 عن مذاهب العلماء في الطهر المتخلل للحيضة.

وإذا حكمنا بأن تلك الأيام التي ترين فيها الدم حيض؛ فإن المادة البنية التي ذكرت أنك رأيتها تعتبر في أيامها حيضا؛ لأنها كدرة في أيام الحيض؛ قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: والصفرة والكدرة في أيام الحيض من الحيض، يعني في أيام العادة. وهذا المذهب. اهـ.

وأما إذا طهرت برؤية القصة البيضاء أو بالجفوف، ثم رأيت كدرة، فإنها ليست من الحيض، ولا عبرة بها؛ لقول أم عطية -رضي الله عنها- قالت: كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا. رواه البخاري, وأبو داود واللفظ له.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة