الآيتان 135-136 في سورة آل عمران تشمل كل مذنب تائب

0 207

السؤال

جزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه للمسلمين في هذا الموقع الطيب، والله أسأل أن يجعله في ميزان حسناتكم: وعد الله في سورة آل عمران في الآيتين: 135ـ 136ـ هل هو شامل لمن يذنب وتتكرر منه المعصية رغم جهوده في منع نفسه واستغفاره كلما وقع فيها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالآيات المشار إليها هي: قول الله تبارك وتعالى: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين { آل عمران: 135ـ 136}.

وهي عامة شاملة لكل من اتصف بتلك الصفات الواردة فيها، قال القرطبي في التفسير: فهؤلاء هم التوابون... وهذا عام وقد تنزل الآية بسبب خاص ثم تتناول جميع من فعل ذلك أو أكثر منه.

وقال ابن كثير في التفسير: أي: إذا صدر منهم ذنب أتبعوه بالتوبة والاستغفار.

وقال السعدي في التفسير: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ـ أي: صدر منهم أعمال سيئة كبيرة، أو ما دون ذلك، بادروا إلى التوبة والاستغفار، وذكروا ربهم، وما توعد به العاصين ووعد به المتقين، فسألوه المغفرة لذنوبهم والستر لعيوبهم، مع إقلاعهم عنها وندمهم عليها، فلهذا قال: ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون، أولئك ـ الموصوفون بتلك الصفات: جزاؤهم مغفرة من ربهم ـ تزيل عنهم كل محذور: وجنات تجري من تحتها الأنهار...

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن عبدا أصاب ذنبا ـ وربما قال أذنب ذنبا ـ فقال: رب أذنبت، وربما قال: أصبت فاغفر لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا، فقال رب: أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبا، وربما قال: أصبت ذنبا، قال: قال رب أصبت أو قال أذنبت آخر فاغفره لي، فقال :علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي ثلاثا، فليعمل ما شاء.

قال النووي: وفي الحديث أن الذنوب ولو تكررت مائة مرة، بل ألفا وأكثر وتاب في كل مرة، قبلت توبته، أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته، وقوله في الحديث: اعمل ما شئت ـ معناه: ما دمت تذنب فتتوب غفرت لك.

وليس في الحديث ترخيص في فعل الذنوب، ولكن فيه الحث على التوبة لمن وقع في الذنب، وأنه لا يستمر على فعله، وقد قال بعضهم لشيخه: إني أذنبت، قال: تب إلى الله، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: إلى متى؟ قال: إلى أن تحزن الشيطان.

وانظر الفتوى رقم: 66163

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات