حكم من يفعل ذنبا حتى لا يقع في ذنبين آخرين

0 104

السؤال

ما حكم فعل ذنب (ليس من الكبائر) حتى لا يفعل ذنب معه ذنب آخر في آن واحد؟ بمعنى أنه يفعل الذنب حتى لا يفعل ذنبين. علما أنه عندما أفعل هذا الذنب أقلل من فعل الذنبين، وعلما أني لا أستطيع حضور التحفيظ، ولا مجالس أهل العلم لظروف خاصة، وإذا أشغلت نفسي ببعض المباحات فإني أفكر بالذنبين أو ما يقرب إليهما، لكن أنا فعلت الذنب الذي ليس من الكبائر حتى لا أقع في الذنبين، فهناك أشياء كثيرة تدعوني لفعل الذنبين مهما ابتعدت عما يهيجني، أي أشياء تأتي فجأة، وليس بإرادتي، فما الحكم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم تبين لنا ما هو هذا الذنب الذي تفعله لئلا تقع في ذنبين آخرين، وقد يكون هذا الذنب من الكبائر فيربو إثمه على كثير من الذنوب الصغيرة.

وعلى كل حال؛ فالواجب على المسلم أن يتوب من جميع الذنوب صغيرها والكبير، دقيقها والجليل، وليعلم أنه قد يحتقر الذنب، ويحسبه هينا وهو عند الله عظيم، وليس لأحد عذر قط في مواقعة ما يعلم كونه معصية لله تعالى إلا أن يكون مكرها إكراها معتبرا شرعا، وما ذكرته ليس عذرا يبيح لك فعل هذا الذنب، نعم قد يكون إثمه أخف من هذين الذنبين، وقد يكون كذلك أكبر منهما، وهذا يتوقف على معرفة ماهية هذه الذنوب. وعلى كل حال؛ فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى من هذا الذنب المفرد، ومن هذين الذنبين، ومن سائر الذنوب، وأن تستقيم على شرع الله تعالى محافظا على الواجبات مكثرا من فعل النوافل مجتنبا لجميع المحرمات، ولتخش عقاب ربك تعالى؛ فإن ربك شديد العقاب، ولتحذر عاقبة المعاصي؛ فإن عاقبتها وخيمة، ولتعلم أن التهاون بالذنوب وإن كانت صغائر يجر إلى فعل ما هو أعظم منها، فإن المعاصي يأخذ بعضها برقاب بعض، ويدعو بعضها إلى فعل بعض، واستعن على التوبة بصحبة الصالحين، والاجتهاد في الدعاء والتضرع لله تعالى أن يتوب عليك، ودوام الفكرة في الآخرة وما أعد الله فيها من ثواب للطائعين وعقاب للعاصين المخالفين، واعلم أن من جاهد نفسه لله تعالى أعانه الله على نفسه، ويسر له سبيل الهداية، كما قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}.

نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات