0 327

السؤال

السلا م عليكم ورحمه الله وبركاته
ماذا يجب على من يريد التوبة إلى الله؟ مع الدليل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله تعالى يأمر كافة عباده المؤمنين بالتوبة الصادقة، حيث قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا. [التحريم: 8]. وقد ذكر العلماء للتوبة شروطا لا بد منها: 1- ترك التلبس بالمعصية، بحيث يبتعد الشخص عنها، لأن المقيم على فعل المعاصي لا يمكن أن يصف نفسه بأنه تائب. 2-العزم على عدم الرجوع إلى المعصية. قال تعالى: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. [آل عمران:135]. فلا بد من عدم الإصرار على الذنب. 3- الندم على فعل الذنب، فإن الذي يرتاح للذنب والوقوع فيه كاذب في توبته. ويضاف شرط رابع، وهو: إذا كانت المعصية تتعلق بحق آدمي كمال يطالبه به، فعليه أداؤه قبل أن يؤخذ من حسناته في الآخرة، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في شأن المفلس، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه. أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار". رواه مسلم. وينبغي للتائب أن يبتعد عن أماكن المعصية التي كان يألفها وينصرف إلى مجالسة أهل الخير، ففي صحيح مسلم في شأن قصة الرجل الذي قتل مائة نفس فدل على رجل عالم فقال له: ومن يحول بينك وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن فيها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء. وللمزيد من التفصيل في الموضوع يمكن الرجوع إلى الجوابين التاليين: 7007، 12744، والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات