نصائح لمن يشعر أن زوجته لا تعفه

0 142

السؤال

أرجو أن تساعدوني، وتشفوا صدري بجواب.
تزوجت قبل سنة، وأشعر أني غير مكتف بزوجتي، لأسباب جمالية، منها تقصف الشعر، وصغر الثدي الواضح جدا، وعدم اهتمامها بمكياجها...إلخ. رغم تدينها الواضح.
أصبحت مفتونا بمن تمشي في الشارع متبرجة.
تحدثنا في هذه المواضيع ولا فائدة.
هل أطلقها وأتزوج غيرها، أم أصبر؟ وكيف أصبر على الفتن؟
وجزيتم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به أن تمسك زوجك، وتحسن صحبتها، ولا تطلقها، ولا سيما وقد ذكرت أنها امرأة صالحة، فلا يحسن أن تقابل ذلك بمفارقتها، فالمرأة الصالحة نعمة، من أجل نعم الله عز وجل على العبد.
ولا مانع من مناصحتها بالاعتناء بالتجمل والتزين المشروع للزوج، وإذا لم تعفك، وقدرت على الزواج بامرأة أخرى، فتزوج، واعدل بين زوجتيك.
لكن ننبهك إلى أن محافظة الزوج على حدود الله, وحرصه على غض بصره عن الحرام، من أسباب قناعة الزوج بزوجته، كما أن إطلاق البصر في المحرمات, وعدم الاحتراز من فتنة النساء، يزهد الزوج في زوجته, ولو كانت أجمل نساء الأرض، ويفتح الأبواب للشيطان ليزين له الافتتان بغيرها والنفور منها.

فاحذر من وساوس الشيطان، وانظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق زوجتك وصفاتها، قال تعالى: { .. وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا } النساء (19)
قال سيد قطب -رحمه الله-: وهذه اللمسة الأخيرة في الآية، تعلق النفس بالله، وتهدئ من فورة الغضب، وتفثأ من حدة الكره، حتى يعاود الإنسان نفسه في هدوء، وحتى لا تكون العلاقة الزوجية ريشة في مهب الرياح. فهي مربوطة العرى بالعروة الوثقى. العروة الدائمة. العروة التي تربط بين قلب المؤمن وربه، وهي أوثق العرى وأبقاها......... كي يستأني بعقدة الزوجية، فلا تفصم لأول خاطر، وكي يستمسك بعقدة الزوجية، فلا تنفك لأول نزوة، وكي يحفظ لهذه المؤسسة الإنسانية الكبرى جديتها، فلا يجعلها عرضة لنزوة العاطفة المتقلبة، وحماقة الميل الطائر هنا وهناك..

وما أعظم قول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لرجل أراد أن يطلق زوجه لأنه لا يحبها .. ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟ ..

وما أتفه الكلام الرخيص الذي ينعق به المتحذلقون باسم الحب وهم يعنون به نزوة العاطفة المتقلبة. في ظلال القرآن  باختصار.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضي منها آخر. صحيح مسلم.
قال النووي -رحمه الله-: أي ينبغي أن لا يبغضها؛ لأنه إن وجد فيها خلقا يكره، وجد فيها خلقا مرضيا، بأن تكون شرسة الخلق، لكنها دينة، أو جميلة، أو عفيفة، أو رفيقة به، أو نحو ذلك. اهـ. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة