0 94

السؤال

ما هي جماع خصال الخير؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فخصال الخير كثيرة، وجماعها باختصار: الإيمان الصادق، والعمل الصالح، والأخلاق الفاضلة، والبعد عن النواهي المحرمة، والأخلاق المذمومة، ويجمع ذلك تقوى الله تعالى في السر والعلانية، كما قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب {الطلاق: 2ـ 3}، وقال: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا {الطلاق: 4}، وقال: ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا {الطلاق: 5}.

والتحلي بخصال الخير الموصلة لسعادة الدنيا والآخرة هو ما يتمناه ويعمل له العقلاء، وأصحاب الهمم العالية، فقد روى الترمذي، وغيره، وصححه، عن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ لما سأل نبينا صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويبعده من النار، قال له: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون {السجدة:16ـ 17}، ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، ثم قال: كف عليك هذا، قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟.

فمن تحلى بهذه الخصال سعد في الدنيا والآخرة، ونال رضى الله تعالى، ورضى الصالحين من عباده، وفاز بالجنة، ونجا من النار. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات