طلاق الموسوس الذي يريد بطلاقه التخلص من الوسوسة

0 143

السؤال

ذكرتم أن الشيخ ابن عثيمين قال: وقد ذكر لي بعض الناس الذين ابتلوا بمثل هذا، أنه قال مرة من المرات: ما دمت في قلق وتعب سأطلق، فطلق بإرادة حقيقية تخلصا من هذا الضيق الذي يجده في نفسه، وهذا خطأ عظيم، والشيطان لا يريد لابن آدم إلا مثل هذا، أن يفرق بينه وبين أهله، ولا سيما إذا كان بينهم أولاد، فإنه يحب أن يفرق بينهم أكثر لعظم الضرر، والعدو ـ كما هو معلوم لكل أحد ـ يحب الإضرار بعدوه بكل طريق، وبكل وسيلة، والطريقة التي فعلها هذا الذي ذكر لي، الطريقة ليست بصواب، وليس دواء من ابتلي بالوسواس أن يوقع ما يريده الشيطان منه، بل دواؤه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. اهـ.
فما دليلكم أن كلمة خطأ، مقصود بها وقوع الطلاق؛ لأني سمعت شروحا للشيخ ابن عثيمين في شرح زاد المستنقع: 17،18 على اليوتيوب، يقول: إن من طلق ليتخلص من ضيق الوسوسة، لا يمكن أن نقول طلاقه يقع، فأرجو التوضيح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالموسوس إذا طلق امرأته مدركا، مختارا، فطلاقه نافذ، كما بينا ذلك في كثير من الفتاوى السابقة.

وأما إذا طلق بسبب غلبة الوسوسة على عقله، فطلاقه غير نافذ، والمسألة المذكورة التي ذكر فيها الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عدم وقوع طلاق الموسوس الذي يريد بطلاقه التخلص من الوسوسة، إنما حكم بعدم وقوع طلاقه؛ لكونه غير مختار، ولكنه مغلوب على عقله بسبب الوسوسة، جاء في الشرح الممتع على زاد المستقنع: ..فهذا لا يقع طلاقه؛ لأنه بلا شك مغلق عليه، وهذا من أعظم ما يكون من الإغلاق، فالذي يبتلى بهذا الوسواس، سواء في عباداته، أو في نكاحه، يتعب تعبا عظيما...

والمقصود أن على الموسوس الإعراض بالكلية عن الوساوس، وعدم مجاراتها، فهذا هو الدواء الناجع للوساوس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة