هل للمختوم على قلبه والملعون من توبة؟

0 88

السؤال

أولا: أنا آسف لأني أتعبتكم معي؛ لأني أبعث دائما لكم. من ختم على قلبه هل له من نجاة؟ أم إنه هلك؟ وإن كان له نجاة، فكيف؟
ومن لعنه الله مثلا هل له من توبة، أو إنه لا يوفق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالملعون، والمختوم على قلبه، وغيرهم ممن أضلهم الله تعالى، وأزاغهم عن الحق، لا تمتنع توبتهم إذا قدرها الله وأرادها، وقد كان أغلظ الكفار كفرا من محاربي النبي صلى الله عليه وسلم حال كفرهم متوعدين بأشد أنواع الوعيد، ثم تاب الله عليهم وهداهم؛ ولذا قال الله تعالى: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله {الجاثية:23}.

وقد بين الله أن بعض من طبع على قلبه يهدى بعد الضلال والطبع، فقال: بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا {النساء:155}.

قال ابن كثير: وقد اختلفوا في معنى قوله: فقليلا ما يؤمنون. وقوله: فلا يؤمنون إلا قليلا [النساء:46]، فقال بعضهم: فقليل من يؤمن منهم. اهـ.

فعلى هذا القول الذي قدمه الحافظ ابن كثير؛ يكون المعنى بينا في أنه لا يمتنع إيمان بعض من طبع على قلبه، وختم عليه، وعوده إلى الهدى والاستقامة، والله تعالى لا يعجزه شيء، وقد فتح سبحانه باب التوبة لجميع عباده، ودعاهم إليها، مهما كانت ذنوبهم المستوجبة للعنته، وغضبه عليهم، وأخبر أنه يقبل توبة من تاب في غير موضع من كتابه، وأخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أن هذا التائب يعود كمن لم يذنب، فليس لأحد أن ييأس من روح الله، أو يقنط من رحمة الله؛ بأن تسول له نفسه بأن الله قد طبع على قلبه، فلا سبيل له إلى الهداية، فإن من أقبل على الله، أقبل الله عليه، وتلقاه بلطفه وجوده وكرمه، وكأين ممن كان في غاية من الضلال والعتو، ثم من الله عليه بالهداية، فصار من خيرة عباد الله، وانظر الفتوى رقم: 8372.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات