هل يحق للولي رفض الخاطب لكونه متزوجًا؟

0 89

السؤال

أبلغ من العمر 28 سنة، وحاملة إعاقة (صماء، وساقي مبتورة)، وفي هذا الإطار أود أن أعلمكم أنني:
1. أقطن مع عائلتي التي لا تتبع قواعد الإسلام، وخلال نشأتي لم أتمكن من تعلم قواعد الإسلام؛ لأني صماء، وقد هداني الله سبحانه وتعالى، واحتجبت -والحمد لله-.
2. وفي هذه الأثناء أنا أحاول أقصى ما يمكن أن أنصح والدي بأهمية اتباع وتطبيق الشريعة الإسلامية، وللأسف فعائلتي لم تصغ لما أقوله؛ مما يزيد الأمر سوءا، وتعسر التفاهم والتواصل بيننا، وحدثت المشاكل اليومية، ويقومون بالاستهزاء، وتشويه الدين، رغم من قناعتهم وإيمانهم بالله ورسوله.
3. أمي لا تهتم بكل ما هو من أصول وأخلاق التربية والتعامل مع الأبناء، وتعارض لبس الحجاب الشرعي والنقاب، وأبي رجل سكير، لا يعطيني النقود، وينفقها في الخمر، كما أنهم يتركون لي كامل الحرية في الاختيارات إلا عند تطبيق الدين، ولا أحب أن أعمل، ولكني أعمل كي ألبي حاجياتي؛ لأنهم لا يفعلون هذا، ولا يهتمون بمصاريفي إلا في الحالات القصوى.
4. تعرفت إلى رجل متدين، كما أوصانا به الله سبحانه وتعالى، صاحب خلق ودين متزوج، ولديه أطفال، وأراد خطبتي على سنة الله ورسوله؛ إلا أن هذا الأمر لم يرق لعائلتي؛ لأنه صاحب دين، وهم ضد تعدد الزوجات؛ كما أنهم يصفون أصحاب اللحى بالإرهاب، واتباعا لرضا الوالدين لم أوافق على الزواج منه.
5. الأهم في هذا الوقت: لم أعد أشعر بالراحة في منزلنا، ومع عائلتنا، وحدثت الكثير من المشاكل والشجار، ولدي شهوة زائدة، وأرغب في الزواج من رجل متدين، وأخاف أن أسير في طريق الانحراف، وهم لا يريدونني أن أتزوج، ويشجعونني على السفر إلى أوروبا، والزواج هناك، خاصة فرنسا.
6. ما أطمح إليه هو أن أعيش متابعة للدين، ولا أعيش مقيدة بقيود تبعدني عن تطبيق ديني، كما أود أن أسأل عن الهجرة من المكان الذي أقطن فيه -الذي يعارض الدين الإسلامي- مثل أصحاب الرسول عندما هاجروا من مكة إلى المدينة المنورة.
7. والآن تعرفت إلى رجل مصري أصم من خلال الواتساب، ومتزوج، وله أبناء، وهو قد عرض علي الزواج، وأقيم مع والدته المفردة؛ حيث إنه لديه سكن الزوجية، وأنا أعلم في كل مرة أن والدي لا يتقبلان هذا الزواج مثلما فعلوا مع من سبقه.
8. كما لا أخفي عنكم أني قد قررت الهجرة والزواج بما يرضي الله، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا بين عائلة لا تؤدي الصلاة ولا تتبع الدين.
فهل هذا الزواج حلال أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فجزاك الله خيرا على حرصك على الاستقامة على طاعة الله، والالتزام بالحجاب، ونسأله سبحانه أن ينور قلبك، ويزيدك في التقوى والصلاح، ونسأله أن يهدي أهلك صراطه المستقيم، ويتوب عليهم.

ونوصيك بكثرة الدعاء لهم، فالله تبارك وتعالى قادر على أن يصلحهم، فهو الهادي، وقلوبهم بين يديه، يصرفها كيف شاء، قال تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين {القصص:56}، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن قلوب بنى آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء.

والزواج من أمور الخير التي تترتب عليها كثير من المصالح في الدنيا والآخرة، وسبق التنبيه على بعضها في الفتوى رقم: 340735.

ومن حقك أن تتزوجي، وإذا تقدم لك الكفؤ، فليس من حق أبيك منعك من الزواج منه لغير مسوغ مشروع.

ومجرد كون الرجل له زوجة أخرى لا يمنع شرعا من الزواج منه، ولكن كونه من بلد غير بلدك، قد يحول دون التأكد مما إن كان دينا ذا خلق أم لا.

وعلى كل؛ فإذا تبين لك أنه كذلك، ورجوت أن تدوم معه العشرة، فحاولي إقناع أهلك بالموافقة على زواجه منك، فإن اقتنعوا وتم الزواج، فالحمد لله، وإن رفضوا، فلك الحق في البحث عن سبيل مشروع، ترفعين به الضرر عن نفسك.

ونرجو أن تكثري الدعاء، ولا تيأسي، فعسى الله عز وجل أن يسخر لك زوجا صالحا من أهل بلدك، تسعدين معه، وينجيك من هذه البيئة السيئة التي تعيشين فيها.

وهجرة المسلم من المكان الذي يعصى فيه الله، ويخشى فيه على دينه، أمر مشروع، وقد تجب الهجرة، وانظري فتوانا رقم: 123498، وهذا من جهة العموم.

وبخصوص حالتك ننصحك بأن لا تقدمي على هذه الخطوة؛ حتى تتبيني ما إن كان ذلك هو الأصلح لك، واستشيري في ذلك الثقات من أخواتك المؤمنات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة