ومن حلف أيماناً على أمور متعددة، وحنث

0 119

السؤال

كنت أحلف أن أفعل أشياء، ولا أفعلها, وأحيانا أحلف ألا أفعل أشياء، وأعود وأفعلها، ولم أدرك عظمة هذا الحلف إلا منذ سنة تقريبا، وبدأت أراقب نفسي متى أخلف الحلف.
ولكن سؤالي: ما حكم الحلف الذي قد حلفته وأخلفته من قبل، ولم أدرك هذه الخطورة إلا قبل أشهر تقريبا؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فتعظيم اليمين بالله تعالى، يقتضي ترك الإكثار من الحلف لغير حاجة معتبرة، ويقتضي المبادرة إلى التكفير عن اليمين عند الحنث فيها، قال تعالى : .... ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم {المائدة:89}
قال ابن جرير الطبري -رحمه الله-: واحفظوا، أيها الذين آمنوا أيمانكم: أن تحنثوا فيها، ثم تضيعوا الكفارة فيها بما وصفته لكم. اهـ.
ومن حلف أيمانا على أمور متعددة، فعليه لكل يمين كفارة، عند جماهير الفقهاء، وذهب بعض أهل العلم إلى إجزاء كفارة واحدة.

قال ابن قدامة -رحمه الله-: وإن حنث في الجميع قبل التكفير، فعليه في كل يمين كفارة. هذا ظاهر كلام الخرقي. ورواه المروذي عن أحمد. وهو قول أكثر أهل العلم. وقال أبو بكر: تجزئه كفارة واحدة. ورواها ابن منصور عن أحمد. قال القاضي: وهي الصحيحة. وقال أبو بكر: ما نقله المروذي عن أحمد قول لأبي عبد الله، ومذهبه أن كفارة واحدة تجزئه. وهو قول إسحاق.
وعليه؛ فالأحوط أن تكفري عن كل يمين حنثت فيها كفارة، وإذا كنت لا تعرفين عدد هذه الأيمان بالتحديد، فعليك أن تجتهدي في تحري العدد التقريبي وتكفري عنها.

فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: اجتهد في تقدير عدد أيمانك التي حنثت فيها تقديرا تقريبيا، ثم أخرج كفارات على عددها التقريبي إذا كانت على أمور مختلفة، وما كان منها على شيء واحد مثل: والله لا أزور زيدا، والله لا أزور زيدا، فكفارة واحدة. اهـ. 
وإذا كان عليك مشقة كبيرة في إخراج كفارة عن كل يمين، فنرجو أن يسعك العمل بقول من يرى إجزاء كفارة واحدة، وكفارة اليمين مبينة في الفتوى رقم: 2022 فراجعيها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة