لا بد لكل مسلم أن يشعر بالتقصير في حق الله تعالى

0 113

السؤال

أتابع هذه الصفحة منذ وقت طويل -عسى الله أن يجزيكم خيرا-. عمري 13، أصبحت لا أعرف الحق، تعمقت في من يدعون أنفسهم السلفية، وصرت معهم إلى حين، ولكنني قد تركتهم؛ لأنهم كانوا يتهمون الناس بالكفر بسرعة، ويحكمون عليهم بالردة، فخرجت منهم، وصاحبت أهل الباطل، ثم تركتهم، وأنا الآن أصلي وأصوم، ولا أسمع الأغاني، ولا أقرب المحرمات، ووفقني الله واهتديت على يد امرأة تبلغ من العمر ثلاثين سنة، لا تتعجبوا من صغر سني، فأنا أشعر بنقص في داخلي، وأحس أنني لا أعرف الحق، وأشعر بالحيرة أحيانا، أريد أن أعرف الحق، فلماذا أشعر بالنقص أحيانا؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الهداية، والسداد، ثم اعلم أن السلفيين على الحقيقة لا يكفرون الناس، ولا يحكمون بردة أحد إلا بيقين جازم، ولعل من صحبتهم أولا من المنحرفين عن السنة المدعين لها.

وعلى كل حال؛ فإن من أهم الأمور لك حتى تستمر على الاستقامة: مصاحبة أهل الخير،  فإن المرء قليل بنفسه، كثير بإخوانه، ضعيف بنفسه، قوي بإخوانه، فعليك أن تجتهد في البحث عن أصحاب معتدلين عالمين عاملين بالكتاب والسنة، وهم موجودون -بحمد الله- في كل مكان.

ويمكنك زيارة المراكز الإسلامية في البلد الذي أنت فيه، وستجد هناك من أهل الخير ـ إن شاء الله ـ من تستعين بصحبته على طاعة الله تعالى.

والحق كل الحق هو في لزوم الكتاب والسنة، واتباع هدي سلف الأمة الصالح من الصحابة فمن بعدهم، من غير غلو، ولا جفاء، ومن غير إفراط، ولا تفريط.

وننصحك بمتابعة المواقع المفيدة المشهود لها بمتابعة السنة، وقراءة كتب العلماء الثقات المعروفين بالتمسك بها، والحفاظ عليها، وقراءة الفتاوى سهلة الأسلوب، المتناسبة مع سنك لمثل الشيخين ابن باز، وابن عثيمين ـ رحمهما الله تعالى ـ.

وأما ما تشعر به من النقص، فهو شعور حسن، فإنه لا بد لكل مسلم أن يشعر بالتقصير في حق الله تعالى؛ ليكون ذلك أعون له على الاجتهاد في طاعته، وبذل الوسع في مرضاته سبحانه، فعليك أن تجتهد في طاعة الله تعالى، وتبذل وسعك في مرضاته، والتقرب إليه، محافظا على الفرائض، مجتنبا المحرمات، مكثرا من النوافل، تاركا ما وسعك للمكروهات وفضول المباحات، ناظرا إلى منة الله عليك، وأنه المتفضل عليك بهذه الطاعات، سائلا إياه القبول والتوفيق للمزيد، مستغفرا من النقص والتقصير والخلل الذي لا بد منه للبشر -وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات