المسؤول عن تربية وتعليم الأولاد داخل الأسرة

0 110

السؤال

أطلب من سماحة المفتي، الإجابة على السؤال التالي:
بحكم عملي، أتأخر في القدوم للمنزل. ومراعاة لأحوال الأبناء، أطلب من زوجتي أن تقوم بمراجعة الدروس مع أبنائي، ولكنني عندما أعود للمنزل، وأسأل الأبناء عن دروسهم، وهل انتهوا من واجباتهم؟ ألاحظ أن هناك بعض الواجبات التي لم يتم مذاكرتها، بسبب عدم اهتمام الأم بالبحث في سجل الواجبات المنزلي للأبناء، كما طلبت منها. وإذا تكلمت معها في هذا الموضوع، تقوم بالتشاجر معي، وتقول لي إنها غير ملزمة بمراجعة دروس الأبناء، مع العلم أنها مهندسة، وعندها علم، وتقول لي إنها لن تذاكر معهم شيئا.
فهل تدريس الأولاد واجب عليها شرعا أم لا؟ وما هو الحل؟
وكذلك من هو المسؤول شرعا حسب تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، عن اتخاذ القرارات في الأسرة، وتحمل تبعات هذه القرارات؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فتربية الأولاد وتعليمهم ما ينفعهم، مسؤولية مشتركة بين الزوجين، ويؤكد خبراء التربية على أهمية التعاون بين الزوجين في هذا الجانب.

  يقول الدكتور محمود أبو دف، أستاذ التربية بالجامعة الإسلامية بغزة: على كل من الأب والأم أن يتعاونا في هذه المسألة، فيقوم الأب بسد النقص الذي قد لا تتمكن من فعله الأم؛ لانشغالها، أو لعدم إلمامها بالمادة العلمية بصورة كافية. اهـ.
 والظاهر -والله أعلم- أنه لا يجب على الزوجة شرعا القيام بتدريس الأولاد ولو أمرها زوجها بذلك، لكن ينبغي عليها طاعته في ذلك ما استطاعت، وراجع حدود طاعة الزوجة لزوجها، في الفتوى رقم: 115078.
 والمسؤول عن اتخاذ القرارات التي تخص الأسرة هو الزوج؛ لأن له القوامة على زوجته، وهذا لا ينفي مسؤولية الزوجة عن بيتها وأولادها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته. والأمير راع؛ والرجل راع على أهل بيته؛ والمرأة راعية على بيت زوجها وولده. فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته. متفق عليه.
 فالذي ننصح به أن تتعاون مع زوجتك على تربية الأولاد وتعليمهم، وأن يراعي كل منكما حال الآخر، فإن كنت مشغولا في وظيفتك، ولا تقدر على تدريس الأولاد، والزوجة عندها متسع من الوقت، فينبغي عليها ألا تبخل بذلك على أولادها.

وعموما فإن علاقة الزوجين ينبغي أن تقوم على التفاهم والتراحم والتعاون، والتجاوز عن الهفوات.
 وللفائدة، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات