العبرة بحال الفتاة وقت خطبتها لا بماضيها

0 103

السؤال

أنا شاب تعرفت على بنت منذ 8 سنوات، كانت تبلغ 25 عاما، وظلت معي، وأخلصت لي حتى صار عمرها 33عاما.
أحبتني كثيرا، وأوقفت حياتها علي طول هذه السنوات، وكانت قبل أن تعرفني تلقائية بطبعها مع الشباب؛ مما أثار كلام الناس عنها في مكان عملها، ولكنها تغيرت من أجلي حتى قاربت على ختم القرآن.
تحملت منى الكثير رغم أنني لم أعدها بشيء، ولم أقل لها أي كلمة حب، ولكني ظللت بجانبها طول هذه الفترة. وأنا أعلم أنها تفعل كل شيء، وتتحمل وتتغير، وتوقف حياتها من أجلي.
وحكت لي عن حياتها قبل أن أعرفها، وأمنتني، ووثقت بي، وأعترف بأنني أخذت منها أشياء ليست من حقي، ولكن لم أمس عرضها. واستخرت فيها لتكون زوجتي، ولكن بعد الاستخارة سمعت كلاما عنها مثلما كنت قد سمعته من قبل أن أعرفها. وجاءني شخص قال لي عن شيء في ماضيها لم تخبرني عنه، وهذا الشيء لا يتعدى الأخلاق، بل مجرد علاقتها بأحد الأشخاص، مع العلم أنها قد أخبرتني عن كل شيء ولكن سمعت منه شيئا جديدا لم تخبرني به. فهل هذه بينة من الله أن أتركها؟
وعندما قلت لها هذا، قالت: ألم تسمع كلام الله في تحذيره من اتباع كلام الناس؛ لأنهم يأخذون بالظاهر مثل حادثة الإفك، عندما خاضوا في عرض أطهر النساء، وأخذوا بالظاهر.
وأيضا لا أستمع لقول إنسان وصف بأنه فاسق في قوله: إذا جاءكم فاسق بنبأ، فوصفه بالفاسق وإن صدق؛ لأن كلامه مغلوط، وفيه زيادة؛ لأنه يأخذ بظاهر الأمور. ووصف بأنه ملعون، مانع للخير معتد أثيم. وحذرنا من قذف المحصنات وغيرها كما قالت، هذا بحكم الدين.
وبحكم العشرة أني معك 8 سنوات، تحملت وصبرت وتعرفني، وقد سمعت هذا الكلام من قبل أن تعرفني. فكيف يكون بينة؟ فالاستخارة تأتي بشيء بين جديد.
وقالت: كيف تحاسبني عن ماضي قد أمنتك عليه من أول يوم؟
أفيدوني ماذا أفعل؟ هل كلامها صحيح؟ وهل أنا مذنب في حقها؟ وهل ما سمعته وإن لم يكن جديدا علي، بينة لأتركها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإننا في البدء ندعوك إلى التوبة مما حدث منك مع هذه الفتاة من مخالفات شرعية، والتساهل في العلاقات العاطفية مع المرأة الأجنبية هو الذي يجر إلى مثل هذه الفتن، ويكون سببا في الفساد والإفساد، ولذلك جاء الإسلام بإبطال هذه العادة القبيحة التي كانت في الجاهلية، وهي اتخاذ الخليلات، قال تعالى: محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان{النساء:25}.

وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 4220، ورقم: 30003.

والعبرة بما عليه هذه الفتاة الآن لا بماضيها، فإن تابت إلى الله واستقامت وصلح حالها، فاقدم على خطبتها والزواج منها، وقد أحسنت في قيامك بالاستخارة، فهي من أدب الإسلام الرفيع، وفيها تفويض الأمر لله تعالى؛ لكونه علام الغيوب، وهو أدرى بمآلات الأمور، وهو الخبير، وعلمه محيط بكل شيء، قال تعالى: ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير {الحج:70}.

ونتيجة الاستخارة في التوفيق في المضي في الأمر من عدمه، كما بينا في الفتوى رقم: 123457.

 وأما ما حكاه هذا الرجل عن ماضيها، فلا تلتفت إليه، والأصل سلامتها مما قاله عنها حتى يتبين أن الأمر على خلاف ذلك.

ثم إن المسلم مطالب بالستر على أخيه المسلم، وخاصة إن كان ذلك في أمر قد تاب منه، وانظر الفتوى رقم: 119110، ورقم: 60751. ومن هذه الفتوى الأخيرة، تعلم أنها أخطأت أيضا بإخبارها إياك عن ماضيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة