طلبت منها المعلِّمة تقسيم مبلغ على الطالبات فأنفقته وتريد التحلل من ذلك

0 94

السؤال

قبل سبع سنوات تقريبا حينما كنت في المدرسة، طلبت مني معلمة جمع مبلغ من المال من الطالبات في الصف؛ وذلك لتصوير بعض أوراق العمل والاختبارات التي نحتاجها، وكان مطلوبا من كل طالبة دفع مبلغ بسيط جدا يوضع في أمانتي، وبعد أن جمع المبلغ المطلوب، قامت المعلمة بأخذ ثلثه تقريبا، وطلبت مني تقسيم ما تبقى على الطالبات، غير أنني صرفته في أمور شخصية تافهة، وكانت نيتي أن أرجعه لهن في وقت لاحق، ومع نسياني وتقصيري تخرجنا من المدرسة وتفرقنا، ولم أرجع لهن نقودهن، وقد أصبح التواصل مع من أتذكر منهن صعبا للغاية، والباقي لا أتذكرهن إطلاقا، حتى أنني نسيت كم كان المبلغ بالتحديد، غير أنني واثقة أنه مبلغ بسيط، وأخاف بسبب ما فعلته أنني قد وقعت في الإثم، وأرغب بشدة في تطهير نفسي منه، فأرجو مساعدتي -جزاكم الله كل الخير-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمثل هذا المال كان يجب إرجاعه إلى الطالبات، وعدم التهاون في ذلك، والتواني عنه! وما دام ذلك قد حصل بالفعل، وتقادم عهده، حتى نسيت السائلة كم كان المبلغ؟ وأصبح تواصلها مع من تتذكرهن من الطالبات صعبا للغاية، والباقيات لا تتذكرهن إطلاقا! فعليها مع توبتها واستغفارها أن تجتهد في تقدير هذا المبلغ، وتتصدق به عن صاحباته، قال الغزالي في كتاب (منهاج العابدين) في بيان كيفية التوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الناس: هذا أشكل وأصعب. وهي أقسام، قد تكون في المال، أو في النفس، أو في العرض، أو في الحرمة، أو الدين: فما كان في المال، فيجب أن ترده عليه -إن أمكنك-، فإن عجزت عن ذلك لعدم أو فقر؛ فتستحل منه، وإن عجزت عن ذلك لغيبة الرجل أو موته، وأمكن التصدق عنه؛ فافعل، فإن لم يمكن؛ فعليك بتكثير حسناتك، والرجوع إلى الله تعالى بالتضرع والابتهال إليه أن يرضيه عنك يوم القيامة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات