تفسير: أرأيت الذى يُكَذّبُ بالدين فَذَلِكَ الذي يَدُعُّ اليتيم

0 134

السؤال

أريد أن أسأل عن سورة الماعون، ورد فيها قول الله سبحانه: أرأيت الذي يكذب بالدين. فذلك الذي يدع اليتيم.
السؤال: هل كل شخص كذب بالدين، يدع اليتيم؟ خاصة وأننا نرى كفارا يهتمون باليتامى ويطعمون الفقراء؟
كيف نوفق بين ما ورد في السورة، وبين الواقع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس معنى الآية على ما ظننت، من أن كل مكذب بيوم الدين، لا بد أن يكون متصفا بهذه الصفات، وإنما المراد -والله تعالى أعلم- أن من شأن المكذب بيوم الدين، ومن العلامات التي يعرف بها كونه يفعل هذه الأفعال القبيحة؛ لأنه لا يرجو ثوابا، ولا يخاف عقابا.

قال الألوسي في تفسيره روح المعاني: وهذه الجملة: (يعني جملة: ولا يحض) عطف على جملة الصلة، داخلة معها في حيز التعريف للمكذب، فيكون سبحانه وتعالى قد جعل علامته الإقدام على إيذاء الضعيف، وعدم بذل المعروف، على معنى أن ذلك من شأنه ولوازم جنسه. انتهى.
وقال النسفي في تفسيره مدارك التنزيل وحقائق التأويل: {أرأيت الذى يكذب بالدين} أي هل عرفت الذي يكذب بالجزاء من هو؟ إن لم تعرفه {فذلك الذي} يكذب بالجزاء، هو الذي {يدع اليتيم} أي يدفعه دفعا عنيفا بجفوة وأذى، ويرده ردا قبيحا بزجر وخشونة. {ولا يحض على طعام المسكين} ولا يبعث أهله على بذل طعام المسكين، جعل علم التكذيب بالجزاء، منع المعروف، والإقدام على إيذاء الضعيف، أي لو آمن بالجزاء، وأيقن بالوعيد لخشي الله وعقابه، ولم يقدم على ذلك، فحين أقدم عليه، دل أنه مكذب بالجزاء. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات