الفرح بنعمة الهداية للإسلام ليس غرورًا

0 76

السؤال

أنا سيدة أعيش في أوروبا، وكل يوم عندما أخرج لأقضي أغراضا معينة أحس بسعادة لا توصف؛ لأني مسلمة فقط، خصوصا عندما أرى أمما أخرى -نصارى وملحدين-، فأحس أني في نعمة، فهل هذا شعور طبيعي؟ أليس فيه نوع من الغرور؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالفرح بنعمة الهداية للإسلام، ليس غرورا، بل هو فرح مشروع بأعظم نعمة ينعم الله تعالى بها على عباده، وقد قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون {يونس:58}، قال: فضل الله: الإسلام، ورحمته: القرآن.

قال ابن القيم في مدارج السالكين: قال ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والحسن، وغيرهم: فضل الله: الإسلام. ورحمته: القرآن. فجعلوا رحمته أخص من فضله، فإن فضله الخاص عام على أهل الإسلام، ورحمته بتعليم كتابه لبعضهم دون بعض. فجعلهم مسلمين بفضله. وأنزل إليهم كتابه برحمته، قال تعالى: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك}. اهـ. وقال البغوي في تفسيره: {فبذلك فليفرحوا} أي: ليفرح المؤمنون أن جعلهم الله من أهله، {هو خير مما يجمعون} أي: مما يجمعه الكفار من الأموال. اهـ.

ولكن من المهم أن لا تقفي -أختي السائلة- عند هذا الفرح بهذه النعمة، بل تسألين الله تعالى أولا: أن يثبتك عليها، ويرزقك الاستقامة على طريقها، وثانيا: أن تسعي لهداية الناس للإسلام، وتكوني سببا في فرحهم أيضا، بل إن الله تعالى يفرح أيضا فرحا عظيما بهدايتهم، ففي الحديث: لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح. رواه مسلم.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات