سر تيسير أسباب الدنيا للعصاة

0 81

السؤال

أعلم أن الله لا يسهل في الحرام، فكيف بعض الناس يصبحون أغنياء بالحرام، مع أن الله هو الرزاق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالله سبحانه وتعالى هو الرزاق، وكل شيء يجري في الكون بقدر مقدر، وفق حكمة الله ومشيئته، وهو سبحانه ييسر أهل الخير لطريق الخير، وييسر أهل الشر لطريق الشر، ويفتح عليهم أبواب الدنيا فتنة واستدراجا لهم جزاء إصرارهم على الباطل، ففي الحديث الذي رواه البخاري في الأدب المفرد: اعملوا فكل ميسر لما خلق له قال: أما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل الشقاوة ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى (6) فسنيسره لليسرى (7) وأما من بخل واستغنى (8) وكذب بالحسنى (9) فسنيسره للعسرى} [الليل: 5 - 10].

قال ابن كثير-رحمه الله- : سنيسره للعسرى أي لطريق الشر؛ كما قال تعالى: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون [الأنعام: 110] والآيات في هذا المعنى كثيرة دالة على أن الله عز وجل يجازي من قصد الخير بالتوفيق له، ومن قصد الشر بالخذلان، وكل ذلك بقدر مقدر، والأحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة. اهـ

وفي مسند أحمد عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44]

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات