مخالفة الوالدين في اختيار الزوجة بين الحرمة وعدمها

0 79

السؤال

أنا شاب من اليمن أبلغ من العمر 27 عاما، عندما كان عمري 19 عاما كانت تحصل مشاكل بيني وبين أهلي، ومع كثرة المشاكل في سن الطيش قررت أن أفتح لي عملا يدر دخلا علي، وتركت أهلي، وكان التواصل معهم قليلا، وخلال هذه الفترة تعرفت إلى شاب بمثل عمري ذي خلق ودين، وزادت الأخوة بيننا؛ حتى أني تعرفت إلى أهله، ومع الأيام أصبحت كأني فرد من العائلة، وهي عائلة ملتزمة متدينة، وكان لديه أخت ذات خلق ودين، تحفظ القرآن، فأعجبت بها في حدود الدين، ولم أعمل أي عمل يخالف أمر الله وشريعته، وبعد أن مرت سبع سنوات قررت أن أتقدم للفتاة، فتكلمت مع أهلي، فرفضوا الفتاة؛ لأنها تنتمي لطبقة أدنى من طبقتنا، وأنا متعلق بالفتاة، وأحبها في الله.
أفتوني -جزاكم الله خيرا-، علما أني لا أستطيع ترك الفتاة؛ لأني عشت معها سنوات كأني فرد من العائلة، وأصبحت جزءا مني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالذي ننصحك به أن تجتهد في إقناع والديك بزواجك من تلك الفتاة، وتوسط في ذلك من له وجاهة عندهم ويقبلون قوله من الأقارب أو غيرهم.

فإن أصروا على منعك من زواجها لغير مسوغ، وكنت محتاجا إلى زواجها -كما ذكرت-، فلا حرج عليك في زواجها دون رضاهم، ولا تكون آثما بذلك، جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية: مخالفة الوالدين في اختيار الزوج أو الزوجة، حرام، إذا كان لهما رأي ديني في الزوج أو الزوجة يحذران منه.

أما إذا كان رأي الوالدين ليس دينيا، بل لمصلحة شخصية، أو غرض آخر - والزواج فيه تكافؤ، وصلاح-، فلا حرمة في مخالفة الوالدين.

ومع عدم الإثم في مخالفتهما، يبقى أن الزواج من هذه الفتاة قد يجر عليك مشاكل حاضرا ومستقبلا؛ بسبب الأعراف السائدة، فينبغي التفكير مليا، واستشارة الثقات من حولك، والتصرف بحسب درء المفاسد.

وعليك في كل الأحوال أن تبر والديك، وتحسن إليهما، فإن حقهما عليك عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة