حكم الذهاب إلى رجل يدّعي أنه يستطيع أن يشفي جميع الأمراض باللمس باليد فقط

0 91

السؤال

أنا شاب من المغرب، ولدينا رجل بالقرب من المنطقة، يدعي أنه يمتلك بركة من الله تعالى، وأنه يستطيع أن يشفي جميع الأمراض باللمس باليد فقط في ثوان، مع العلم أن هذا الرجل يأتيه طول اليوم العديد من الناس -يقدرون بالمئات-، وقد قرأت أن بعض الناس الذين قاموا بالذهاب إليه، استعادوا صحتهم تماما بعد زيارته لعدة أيام.
أريد أن أسأل: هل هذا الرجل يمتلك بركة حقيقية من الله تعالى؛ لأنني قرأت أن البركة الجسدية مختصة بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا علم لنا بحقيقة ذلك الرجل، وهل هو مبارك أم لا؟  لكن إذا كان  صالحا مستقيما، مؤديا للفرائض، مجتنبا للنواهي، وكان يعني بقوله: إنه يستطيع أن يشفي جميع الأمراض باللمس باليد فقط، أنه يمسح على جسد المريض، ويدعو الله تعالى له بالشفاء، أو يرقيه بالرقية الشرعية، فقد يكون صادقا، فالله عز وجل قد يؤيد العبد الصالح بكرامة من الكرامات، فيشفي الناس -بإذن الله- من الأمراض، كما حصل للغلام الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه في صحيح مسلم، وغيره، وفيه: ... وكان الغلام يبرئ الأكمه، والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء ... اهـ.

  والمسح باليد عند الرقية أمر مشروع، وليس من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد دلت السنة على مشروعية المسح عند الرقية، كما في حديث عثمان بن أبي العاص، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، قال عثمان: وبي وجع قد كاد يهلكني، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "امسحه بيمينك سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته، من شر ما أجد" قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي، وغيرهم رواه أبو داود، والترمذي، وفي حديث عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله، نفث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه، جعلت أنفث عليه، وأمسحه بيد نفسه؛ لأنها كانت أعظم بركة من يدي متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.

وقولها هنا: "أعظم بركة من يدي"، يفيد أن في يدها بركة أيضا، وقد قال ابن عبد البر في التمهيد: وفيه المسح باليد عند الرقية، وفي معناه: المسح باليد على كل ما ترجى بركته، وشفاؤه، وخيره .. اهـ.

وانظر للأهمية الفتوى رقم: 268192 في بيان الفرق بين الكرامات وبين الأحوال الشيطانية، ومثلها الفتوى رقم: 162701.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة