نصيحة لمن انتكس وأهمل دراسته

0 55

السؤال

أنا شاب ملتزم، وأعرف الدين جيدا، ولكني في الفترة الأخيرة ضعفت جدا جدا، ولم يعد بإمكاني السيطرة على نفسي، وبدأت بمحادثة الفتيات، رغم أني طول عمري لم أكلم فتاة واحدة، وبدأت بترك دراستي، وبدأت أتهاون بالصلاة، وأنا أعلم مدى خطورة ترك الصلاة، إلا أنني أندم فقط، ولا أستطيع أن أغير شيئا، وكأن نفسي هي التي تقودني ولا أقودها أنا، وأنا أسمع القرآن فيرتعش جسمي، ولا أستطيع أن أستمع أكثر، فما الحل؟ وكيف أستطيع أن أرد نفسي إلى الحق، فأنا لا أنام الليل، وأنام بالنهار ولا أستطيع أن أحضر دروس الجامعة؟ وهل هذا غضب من رب العالمين؛ لأني أسهر الليل وأنام النهار؟ أنا محبط، ومشتت الفكر، وأريد نصائحكم، وأن تفصلوا لي كل حالة ذكرتها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

 فأنت -أيها الأخ الكريم- محتاج إلى وقفة صادقة مع نفسك، تعيد فيها ترتيب أوراقك، والنظر في ما آل إليه أمرك؛ فأنت على خطر عظيم، خاصة بتركك للصلاة الذي هو من أكبر الموبقات، وأعظم الذنوب، وانظر الفتوى رقم: 130853.

فعليك أن تستيقظ من غفلتك تلك، وتجاهد نفسك على فعل الطاعات، وتحملها على ما يرضي رب الأرض والسماوات.

وعليك أن تترك كل ما تقارفه من المعاصي فورا بلا تأخير.

واجتهد في دراستك، وخذ بأسباب التفوق والنجاح، وزمام المبادرة.

والتحول من هذه الحال بيدك أنت، لا يملكه غيرك.

فانهض بعزم، وجد، وإخلاص، وجاهد نفسك صادقا، وثق أنك ستبلغ غرضك بيسير من المجاهدة، مصداق قول الله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}.

ويعينك على تلك المجاهدة أن تتفكر في أسماء الرب وصفاته، وأن تستحضر اطلاعه عليك، وإحاطته بك، وعلمه بخفيات عملك، وأن تخشاه، وتخشى نقمته وعقابه، وتعلم أن غضبه سبحانه لا يقوم له شيء.

ويعينك على ذلك أيضا أن تصحب الصالحين، ومن تعينك صحبتهم على الجد في أمر آخرتك ودنياك، وتترك مصاحبة من تحملك صحبتهم على مواقعة تلك المنكرات.

ويعينك على ذلك أيضا الاجتهاد في الدعاء، والتضرع إلى الله تعالى، واللجأ إليه جل اسمه؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه، يقلبها كيف يشاء -نسأل الله أن يوفقك، ويتوب عليك، ويهديك صراطه المستقيم-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات