الحب العفيف قبل الزواج والتواصل للتواصي بالحق

0 84

السؤال

أنا إنسان أحافظ على صلواتي، وأذكاري كل يوم، ولكنني تعرفت إلى بنت عن طريق الجوال، ويعلم الله أنني أحبها حبا فطريا، ليس به شهوة، وأحادثها، ودوما أذكرها بأذكارها، وأدعوها للاحتشام، وأنا أعلم أنني مخطئ؛ لأني أكلمها، ولكن قلبي لا يستطيع أن يتركها، والله يعلم أنني كل يوم أستغفر من أجل هذا الفعل، مع أنني أنهاها عن المنكرات، وآمرها بالمعروف، وأنا أريد أن أتزوجها، ولكني أنتظر إلى أن يرزقني الله الوظيفة وأتقدم لها، مع العلم أن بيننا ألف كيلو متر؛ لأنها في مدينة أخرى، فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فقد بينا شيئا من التفصيل فيما يتعلق بالحب قبل الزواج، تجده في الفتوى رقم: 4220.

والزواج من أفضل ما ينبغي أن يصير إليه المتحابان، كما أرشدت لذلك السنة النبوية، روى ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

فنصيحتنا لك أن تسعى في هذا السبيل، ولعل الله تعالى ييسر لك الأمر، وترتضي هذه الفتاة ووليها تزويجك باليسير، ويسر مؤنة الزواج من أسباب بركته، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 141741.

كما أن الزواج سبب للغنى، كما جاء في نصوص القرآن والسنة، وقد بيناه في الفتوى رقم: 17288.

ولا تنس أن تكثر من دعاء الله عز وجل أن ييسر لك الأمر، فهو سبحانه قريب مجيب، أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}، وانظر للمزيد الفتوى رقم: 119608، وهي عن آداب الدعاء وشروطه، وأسباب إجابته.

 وفي نهاية الأمر: إن تيسر لك الزواج منها، فبها ونعمت، وإلا فيجب عليك قطع العلاقة معها فورا، والاجتهاد في تناسيها، وصرف قلبك عنها، وسييسر الله لك ذلك إن صدقت مع ربك، وعقدت العزم عليه.

ولا يجوز لك الاستمرار في التواصل معها، ولا تغتر بما ذكرت من تذكيرك لها بالأذكار، والاحتشام، ونحو ذلك، فقد يتخذه الشيطان ذريعة ليوقعك فيما لا يرضاه الله تعالى، فتطفئ نور الإيمان الذي في قلبك، وقد حذر الله تعالى من الشيطان ومكره، فقال: يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ... {الأعراف:27}، وقال أيضا: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم {النور:21}، وانظر الفتوى رقم: 9360، ففيها بيان السبيل إلى علاج العشق.

نسأل الله عز وجل لنا ولك العافية، والسلامة، ونسأله سبحانه أن ييسر لك أمر الزواج، ويمتعك، فيهب لك السعادة، والهناء، وأن يرزقك منه ذرية صالحة، تقر بها عينك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة