طاعة الفتاة أباها في عدم القبول بخاطبٍ ما بعد موته

0 66

السؤال

منذ عامين تعرفت إلى بنت من ذوات الخلق والدين، وذلك بعلم العائلتين، وكانت علاقتنا مثالية، وأحببنا بعضنا كثيرا، ومنذ شهرين علم أبوها أنه مريض بمرض خبيث -عافانا وعافاكم الله-، ولم يعلم أحد، وفي الأيام الأولى من علمه بمرضه أخطأت خطأ كبيرا، وأنا في أشد الندم عليه، فقد حدث بيني وبين ابنته خصام، ووصل إلى أن طلبت منها الفراق في لحظة غضب، ولكن لم أكن أقصدها، وحينما سمع أبوها بما قمت به، طلب منها أن تنهي العلاقة معي، ونحن لا نريد ذلك، وحدث ذلك حينما علم أنه مريض، وحالته حرجة جدا، وأحس بابنته عندما تعلم بمرضه، وفي نفس الوقت قال: إن خطئي لا يغفر؛ حتى إني طلبت السماح، وحالتي النفسية صعبة جدا، وأحسست بخطئي، وتأنيب الضمير في كل لحظة.
الأب الآن -فرج الله عليه- في حالة صعبة، وحرجة جدا في الإنعاش، ولا أستطيع أن أكلم البنت برا بوالدها -شفاه الله-، وقد قمت بالمستحيل لمحاولة الإصلاح، ولم أوفق، وما زلت لم أيأس. أريد ارتياح ضميري، فالوقت الذي هم فيه صعب جدا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فمثل هذه العلاقات التي تنشأ بين الشباب والفتيات باسم الحب، غير جائزة، سواء كانت بعلم العائلة أم بغير علمها، فهي باب شر وفساد، والتهاون في هذه الأمور يؤدي إلى عواقب وخيمة.

وإذا تعلق قلب رجل بامرأة أجنبية، فالزواج هو الطريق الأمثل، والدواء الناجع، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.

وإذا خطبها ولم يعقد العقد الشرعي، فهي أجنبية عنه، لا يجوز له أن يخلو بها، ولا يكلمها بغير حاجة، شأنها في ذلك شأن غيرها من الأجنبيات.

وإذا لم يتيسر لهما الزواج، فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج، ويشغل وقته بما ينفعه في دينه، ودنياه، وانظر الفتويين ذواتي الرقمين: 110476 - 1932.

وعليه؛ فالذي ننصحك به أن تتوب إلى الله من التهاون في مثل هذه العلاقات.

وإذا كنت قادرا على الزواج من هذه الفتاة، فاصبر حتى يشفى أبوها، أو يتوفاه الله، ثم اخطبها من وليها، فإن قبلت خطبتك، فبادر بالزواج منها، وقد حصل مطلوبك، مع العلم أنه لا يلزمها تنفيذ وصية أبيها بعدم قبول خطبتك إن كان أوصاها بذلك، وراجع الفتوى ذات الرقم: 146997.

وأما إذا لم تقبل الفتاة الخطبة، فانصرف عنها، وابحث عن غيرها من الصالحات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة