إسقاط الشدة والمدة من بعض ألفاظ الفاتحة

0 55

السؤال

هل يجوز لي عدم الإتيان بالشدة، والمد في كلمتي: "الرحمن الرحيم" في الفاتحة، وعدم الإتيان بالمد في كلمة: "اهدنا"؟ أريد الإجابة عن السؤال بالتفصيل، وعلى كل المذاهب، وعلى قول الشيخ ابن تيمية. وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                

فإن سورة الفاتحة من جملة القرآن بالإجماع، قال الإمام النووي في المجموع: أجمع المسلمون على أن المعوذتين، والفاتحة، وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن، وأن من جحد شيئا منه كفر، وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة، والمعوذتين باطل، ليس بصحيح عنه. انتهى.

وبناء عليه؛ فلا يجوز لك تحريف سورة الفاتحة بإسقاط الشدة, والألف من كلمة: الرحمن, وكذلك الشدة, والياء من كلمة: الرحيم، كما لا يجوز إسقاط الألف من كلمة: اهدنا عند الوقف عليها, أما في حالة عدم الوقف, فإن ألفها تسقط نطقا. 

فمن الواجب المحافظة على الفاتحة بالإتيان بجميع حروفها، وشداتها، قال الحطاب في مواهب الجليل: إذ القراءة على ثلاثة أقسام: واجبة، وسنة، وفضيلة. فالواجبة قراءة أم القرآن على كل مصل بجميع حروفها، وحركاتها، وشداتها؛ لأن من لم يحكم ذلك، فصلاته باطلة إلا أن يكون مأموما. انتهى.

وقال النووي في التبيان: أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاق، وتنزيهه، وصيانته.

وأجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه، أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد، وهو عالم بذلك، فهو كافر. انتهى.

وراجعي المزيد حول من أسقط حرفا من الفاتحة, وذلك في الفتوى: 202303، وهي بعنوان: "حكم صلاة من ترك حرفا أو كلمة من الفاتحة".

ولم نقف على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة