المفاضلة بين إكمال الدراسة والزواج

0 40

السؤال

أنا طالب في الجامعة، عمري23 عاما، تبقى على تخرجي ما لا يقل عن سنتين ونصف، أو أكثر، وأريد أن أتزوج؛ لكي أحصن نفسي من الوقوع في المعاصي؛ فأنا لا أضمن نفسي من هذه الناحية، فهل أكمل دراستي، وأركز عليها حتى أتخرج، أم أخطط للزواج، أم أعمل وأتزوج، وأحاول أن أكمل دراستي متى تيسر لي ذلك في المستقبل؟ ولكم الشكر على جهودكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تخشى على نفسك الوقوع في الحرام، إذا لم تتزوج؛ فالواجب عليك تعجيل الزواج، ولا يجوز لك تأجيله ما دمت قادرا عليه، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: والناس في النكاح على ثلاثة أضرب: منهم من يخاف على نفسه الوقوع في محظور، إن ترك النكاح، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء؛ لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرام، وطريقه النكاح. اهـ.

وإذا قدرت على الجمع بين الزواج، وإكمال الدراسة، فهذا أفضل.

والدراسة ليست مانعة من الزواج، بل ربما كان الزواج معينا عليها، فإن الزواج سكن للنفس، وطمأنينة للبال، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في لقاء الباب المفتوح: الزواج لا يعوق عن طلب العلم، بل ربما يعين على طلب العلم. اهـ.

وأما إذا لم تقدر على الجمع بين الزواج والدراسة، ولم تقدر على إعفاف نفسك بغير الزواج، فبادر به، ولو تركت الدراسة.

أما إذا كنت محتاجا لإكمال الدراسة، وقدرت على إعفاف نفسك بكثرة الصوم، مع حفظ السمع والبصر؛ فاصبر حتى تكمل دراستك، وهذا يسير، إذا اعتصمت بالله، وتوكلت عليه، وحرصت على صحبة الصالحين، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، وراجع الفتوى: 23231.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة