من أهم طرق علاج الاكتئاب القرب من الله تعالى والاجتهاد في طاعته

0 17

السؤال

أرجو منكم الرد في أقرب وقت -وفقكم الله-.
أنا شاب قد أكلني الهم، والاكتئاب، وأنا أصلي، لكني لا أشعر بطعم الصلاة، ولا الطمأنينة، فأحيانا أترك الصلاة ليوم، وأعود من جديد، وأستغفر، وأتوب، وأندم على فعلتي، ولكني أعود من جديد لفعلتي، وأعاني من كثرة مشاهدة الأفلام الإباحية، وأندم شديد الندم عند الانتهاء، وأحلف بالله أني لن أعود لفعلها، ولكني بعد أسابيع أعود من جديد لارتكابها، وقد ارتكبت فاحشة في نهار رمضان، فشاهدت الأفلام الإباحية أربعة أيام من شهر رمضان، فكنت أشاهد بشهوة، وينزل المذي، دون فعل العادة السرية.
لا أعلم ماذا علي أن أفعل، فقد تعبت جدا، فما الحكم؟ وما الكفارة؟ فأنا لم أستطع النوم، ولا الراحة منذ شهر رمضان الماضي.
للعلم أنا من ليبيا، ودار الإفتاء على المذهب المالكي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فها هنا أمور:

أولا: ما تعاني منه من الاكتئاب، من أهم طرق علاجه، القرب من الله تعالى، والاجتهاد في طاعته، وليس الإعراض عن الله تعالى، وارتكاب كبائر الذنوب حلا لمشكلتك، بل إنه يضاعف تلك المشكلة، فعليك أن تجتهد في طاعة الله تعالى، فإن بها ينال خير الدنيا، والآخرة، كما ننصحك بمراجعة الأطباء الثقات؛ امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي.

ثانيا: ترك الصلاة، من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات، وانظر الفتوى: 130853، فإياك وترك الصلاة، فإنك تعرض نفسك بذلك لغضب الله، ومقته، وعقوبته العاجلة، والآجلة.

ثالثا: مشاهدة ما لا يحل، من المحرمات، التي يجب عليك التوبة منها، ويعينك على التوبة، والحفاظ على صلاتك، وغير ذلك من أعمال البر؛ إدمان الدعاء، واللجأ إلى الله تعالى، ولزوم الذكر، وصحبة الأخيار، والجد في مجاهدة النفس، فإن الله تكفل بمعونة من يجاهد نفسه مخلصا، كما قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا {العنكبوت:69}.

رابعا: ما فعلته من تعمد الإمذاء بالنظر في نهار رمضان، إثم، يجب عليك التوبة منه، وهو موجب للقضاء فقط دون الكفارة، عند المالكية، قال في منح الجليل: وإن أمذى، فعليه القضاء، إلا أن يحصل عن نظر، أو فكر بلا قصد، ولا متابعة، فقولان: أظهرهما: لا قضاء عليه. انتهى. وهذا قد حصل بمتابعة النظر منك، فوجب فيه القضاء عند المالكية قولا واحدا.

ونحن نفتي بأن خروج المذي، لا يوجب القضاء، ولو قضيت احتياطا، فحسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات