الأنبياء دينهم واحد وشرائعهم مختلفة

0 482

السؤال

سؤالي بكل بساطة هل المسيحيون واليهود سوف يتحاسبون يوم القيامة على الدين الإسلامي؟ أم على دينهم؟ فأنا أعلم أن الإسلام آخر الديانات ولا يقبل غيره ويمحو ماقبله. وشكرا لكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن اليهود والنصارى والإنس والجن جميعا يحاسبون على دين الله الحق الذي توالت رسل الله تعالى للدعوة إليه من عهد آدم عليه السلام، ومرورا بنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وانتهاء بمحمد صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء جميعا وغيرهم من الأنبياء، جاءوا بدين واحد، وهو دين التوحيد والاستسلام والانقياد لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، وإن اختلفت شرائعهم في بعض الجزئيات والفرعيات، كما قال تعالى: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [الانبياء:25]. والأدلة على أن دين الله الحق واحد وهو الإسلام الذي جاء به أنبياء الله جميعا كثيرة، فمن ذلك قول الله تعالى: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه [الشورى: 13]. ومنها قوله تعالى: ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين*إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين*ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون*أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون [البقرة: 130-133]. هذا بالإضافة إلى الأدلة العقلية التي لا يمتري فيها عاقل، فإن الله تعالى الواحد الأحد المتصف بكل كمال، المنزه عن كل نقص لا يمكن أن يحاسب عباده إلا على دين واحد، وهو الذي أرسل رسله للدعوة إليه، فهو سبحانه وتعالى الحكم العدل، فليس بينه وبين أحد من خلقه نسب، وإنما هي أوامره ونواهيه، فمن أطاعه نجا، ومن عصاه هلك. وكل من فرق بين رسل الله وآمن ببعضهم وكفر ببعض، فهو كافر بالجميع، كما قال تعالى: إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا [النساء:150]. فعلى هذا الأساس يحاسب كل العباد، ومصير من كذب ببعض الرسل وضحته الآية الأخيرة. ولمزيد من الفائدة، نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 2924. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة