نصيحة لمن استقام وعزف عن الدراسة

0 28

السؤال

قبل عدة شهور كنت ضالا، وهداني ربي، وذهبت للعمرة، ومنذ أن تبت، وأنا لا أريد الدراسة، وإنما أذهب للمسجد للصلاة، وآتي للبيت، ثم أذهب من جديد للمسجد.
باختصار: لا أريد الحياة الدنيا، وإنما أريد الآخرة، فهل هذا الفعل صحيح، وهو أن أنقطع عن الدنيا للعمل للآخرة؟
وعندي مشكلة شديدة أريد النصيحة فيها، وهي أني في الأسابيع الأخيرة، بدأت أدخل في شجار مع أمي؛ بسبب عدم دراستي، ووصل بي الغضب بالأمس أني رفعت صوتي عاليا جدا عليها، وقد جعلتها تحزن، وقالت: إنها غير راضية عنب، وإن أعمالي غير مقبولة، وأريد نصيحة للتوقف عن عقوق الوالدين، وبرهما؛ لأن الرسول قال: لن يدخل الجنة عاق.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد

فالحمد لله الذي تاب عليك، وهداك، لكن اعلم أن التوبة، لا تكمل حتى تبر أمك، وتحسن إليها، فإن رضا الرب -تعالى- في رضاها.

ثم إن ترك الدراسة، ليس من التوبة، وليس مما يحبه الله تعالى، بل الله تعالى يحب من الملتزم المستقيم أن يكون متفوقا في كل مجال، فهو -تعالى- يحب معالي الأمور، وأشرافها، ويكره سفسافها.

فلا بد من أن تدرس؛ لئلا تكون في المستقبل عالة على الناس، بل تستطيع أن تحصل عملا، تصون به ماء وجهك عن المسألة، وأنت إذا درست احتسابا بنية صالحة من نفع المسلمين في المستقبل، ونية بر أمك، ونحو ذلك من النيات الصالحة، كنت مأجورا مثابا، وكانت دراستك طاعة لله تعالى.

فنصيحتنا لك أن تجتهد في بر أمك، وأن تجتهد في دراستك، وأن تكون مثالا حسنا للمستقيم؛ حتى لا تنفر الناس من الاستقامة، بأن يقولوا: إن من استقام، صار فاشلا، لا يهتم بدراسته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة