امتناع المرأة عن التغزل بزوجها في فترة العقد

0 8

السؤال

أنا شاب تقدمت لخطبة فتاة، تحفظ مقدارا لا بأس به من كتاب الله، ومتنقبة، أتحدث معها على الهاتف بأحاديث متنوعة، ويتخلل الحديث بعض جمل الغزل من جانبي -الغزل غير الخادش للحياء، وضمن الأدب-، وأسألها بعض الأحيان: هل تحبينني؟ هل تشتاقين إلي؟ هل ترتاحين إلي؟ بهدف بناء وتقوية أواصر المودة والمحبة فيما بيننا، وبهدف الاطمئنان بأنني مرغوب لديها، وبأنها مرتاحة لما بيننا، وأقول لها: تكلمي، ولو بكلمة واحدة بهذا الموضوع، فترفض رفضا قاطعا، وتقول: لن تسمع مني أي جملة عن الحب، أو الاشتياق، أو الغزل طوال فترة الخطبة، فكل ذلك مؤجل حتى الزواج؛ بحجة أنها تخجل، ولا تستطيع فعل ذلك، كنوع من الحشمة، والعفة، والخجل، مع العلم أن بيننا عقد زواج، بشهادة الشهود.
هذا الأمر يسبب لي نوعا من الانزعاج من تصرفها، ونوعا من الإحباط، فالعفة، والحشمة، والحياء، صفات جيدة جدا، لكني أعد زوجها، ولا حرج بأن تفصح لي عما بداخلها من أحاسيس، فهل هي محقة فيما تفعله، أم إنها جانبت الصواب؟ وماذا ينبغي علي فعله في هذه الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت عقدت على هذه الفتاة العقد الشرعي، فلا حرج عليها في مكالمتك بكلام الحب، والغزل.

وامتناعها عن هذا الكلام: إن كان بسبب اعتقادها عدم جوازه شرعا، فقد جانبت الصواب.

وأما إن كان امتناعها من هذا الكلام لمجرد الحياء الشديد؛ فلا حرج عليها في ذلك.

والذي ينبغي عليك فعله أن تصبر عليها، وتبين لها أن مثل هذا الكلام مع الزوج، لا ينافي الحياء، وما دامت الفتاة صالحة، فلا تجعل هذا الأمر سببا للإحباط، أو الانزعاج.

واعلم أن الحياء من أحسن الصفات، وهو خلق الإسلام، فعن ابن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار، وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله: دعه، فإن الحياء من الإيمان. وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء.

وللفائدة: ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة