العلاقة بين الأسباب ومسبباتها

0 8

السؤال

عندي بعض الشبهات حول القضاء والقدر، فأنا أعلم أن الأسباب لا تغير القدر؛ لكن هل الله لا يقدر شيئا ما بسبب تهاون العبد، وعدم الأخذ بالأسباب؟ فالطالب الكسول، المتهاون في دراسته، من الطبيعي أنه لن ينجح، فهل هذا عقوبة من الله تعالى؟ وإذا احترق بيت شخص، وتوكل على الله، وبقي داخل البيت، ومات، فهل كتب له الموت بسبب توكله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فما ذكرت أنك تعلمينه من كون الأسباب لا تغير القدر، خطأ، بل قد جرت سنة الله تعالى بأن يجعل الأسباب وسيلة لحصول مسبباتها؛ فتنتج المسببات عن الأسباب، وكلاهما بقدر الله تعالى، فالله هو الذي قدر السبب، وهو الذي قدر المسبب، وهو الذي جعل هذا السبب سببا لحصول ذلك المسبب.

والعبد مسؤول عما يرتكبه من الأسباب المفضية إلى المحبوب، أو المكروه؛ فمن تهاون حتى رسب، فتهاونه سبب في رسوبه، وهذا السبب قد أثر في حصول تلك النتيجة، ولا شك، وكلاهما بقدر الله تعالى، والعبد مسؤول عما ارتكبه من التهاون بمحض مشيئته، وإرادته التي خلقها الله تعالى له.

وكذا يقال في المثال الثاني المذكور في السؤال، وهذه القواعد قد أشبعناها إيضاحا في فتاوى كثيرة، انظري منها الفتاوى: 362038، 357019، 355060، 308119.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة