الحقوق الثابتة في الذمة لا تبرأ بالشك

0 11

السؤال

أخذت مالا بدون وجه حق، أنا وصديقي، عن طريق التحايل على الناس، بأني امرأة، وأن ابنتي مريضة، ثم تبنا إلى الله توبة نصوحا، وبعد التوبة اتصلت أنا على أناس، وقالوا نحن سامحناك، وصديقي اتصل بالآخرين، وقال لي إنهم سامحوا، ولكنه عندما كنا نكلمهم للبراءة، كنا نكلمهم بقليل من الكذب، خوفا من الفضيحة أو الملاحقة، فكنت أقول مثلا في ذمتي كذا وكذا، فيقول لي سامحتك، ولكننا كنا نهرب من بقية الإجابات خوفا من الملاحقة، لكنه كان يقول سامحتك، مع العلم بأنا نذكره بالموقف، وأخشى أن يكون صديقي يكذب علي في استحلال الناس، ولكنه حلف لي كثيرا بأنه اتصل بهم، واستحلهم في هذا المال، ثم بعد ذلك قبل التوبة مباشرة كنت قد فتحت مشروعا صغيرا ب4000.
كبداية صالحة بإذن الله، وكنت قد اشتريت ملابس منها، ثم تبنا، وبعد التوبة بقي معي حوالي 5000جنيه من هذا المال، فقررت أن أتخلص منه فأعطيته لأخواتي بنات يتامى الأب والأم وفقراء ومساكين، ارجوكم أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن كنت تبت إلى الله تعالى وتحللت من أصحاب الحقوق بعد أن بينت لهم حقهم بالتفصيل فأحلوك؛ فلا شيء عليك حينئذ، وأما إذا كنت لم تبين لهم حقهم بالتفصيل، فلا تبرأ ذمتك إلا باستحلالهم بالتفصيل أو برد الحق إليهم، وراجع الفتوى: 378217.
وإذا غلب على ظنك صدق صاحبك في استحلاله الآخرين من حقهم بالتفصيل؛ فلا حرج عليك حينئذ، وأما إذا غلب على ظنك أو شككت في صدقه، فلا بد من التحلل من حقوقهم، لأن هذه الحقوق ثبتت في ذمتك فلا تبرأ منها بمجرد الشك، ففي هذه الحال إما أن تتحلل منهم أو ترد إليهم حقوقهم، ولا يلزم لرد الحق إليهم إعلامهم بحقيقة ما حصل، وانظر الفتوى: 308866.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة