نصيحة لمن ابتلي بزوجة معاندة سليطة اللسان

0 5

السؤال

كنت قد وعدت زوجتي بالسكن في بلدها؛ بناء على رغبتها، ومن المفترض أن أدخل بها الصيف القادم، وأنا حاليا مرتبط بالتجنيد، بالإضافة إلى وجود دورات تدريبية هامة لا بد من الحصول عليها، ولكنها لا توجد في بلدهم؛ فطلبت منها السكن في بلدي في البداية، وبعد ذلك الانتقال إلى بلدهم، فاشترطت علي أن لا نسكن في مدينتي التي بها أهلي، وأن نسكن في مدينة أخرى، ووافقت إرضاء لها، وطلبت في حالة دخولي الجيش، أن تذهب وتجلس مع أختها التي تدرس في بلدهم، وترجع وقت الإجازة، ولم أعترض، ولما وجدت أني وافقت على جميع العوائق التي وضعتها، قالت: لا أريد السكن في غير بلدي، وهذا آخر كلامها.
وأنا أعاني معها جدا؛ لأنها عنيدة لأقصى درجة، وكذلك سليطة اللسان، ولا تكترث لغضبي، فقد أخبرها أني لست راضيا عنها، وفي أغلب المرات لا تكترث، وتكمل حياتها، وقد نصحتها وفهمتها أن هذا لا يرضي الله، وأنها يجب أن تقاوم نفسها وشيطانها، ونصحتها مرارا باللين، ولكنها دائما تتهمني بالجفاء وعدم احتوائها، وعندما أطلب منها أن تذكر لي ما بدر مني، وأوصل لها هذا الشعور تقول: إنها لا تذكر المواقف، وعندما أذكرها بالمواقف التي نصحتها باللين فيها، تسكت ولا تنكر، فأرجو توجيه نصيحة لها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن كانت زوجتك اشترطت عليك في العقد أن تسكنها في بلدها، ولا تخرجها منها؛ فالراجح عندنا صحة هذا الشرط، ولزومه، فإذا لم تف لها بالشرط، فلها فسخ النكاح.

أما إذا لم يكن هناك شرط في العقد، فلا حرج عليك في إسكانها في أي بلد تحتاج للسكن فيه، وليس من حقها الامتناع من الانتقال معك حيث أردت؛ ما دمت توفر لها المسكن المناسب المأمون، وراجع الفتوى: 321601.

وإذا كانت زوجتك على الحال التي ذكرت من المعاندة، وسلاطة اللسان؛ فداوم على نصحك لها بمجاهدة النفس، وحملها على حسن الخلق، ولين الجانب.

واحرص على إعانتها على تقوية إيمانها بالله، وإحسان عبادتها؛ فإن ذلك يثمر حسن الخلق -بإذن الله-.

واصبر عليها، وتغافل عن هفواتها، ولا تغفل النظر إلى الجوانب الطيبة في صفاتها، وأخلاقها.

واستعن بالله تعالى، وأكثر من دعائه؛ فإنه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة