المشركون.. وتوحيد الربوبية

0 464

السؤال

أريد معرفة ما جاء من الأثر (أي أقوال السلف خاصة الصحابة والقرون المفضلة) في بيان أن المشركين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا موحدين توحيد الربوبية.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر الله تعالى أن المشركين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا موحدين توحيد الربوبية. قال تعالى: ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله [لقمان: 25].

وقال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: يقول الله تعالى مقررا أنه لا إله إلا هو، لأن المشركين الذين يعبدون معه غيره معترفون بأنه المستقل بخلق السماوات والأرض والشمس والقمر وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم واختلافها واختلاف أرزاقهم، فتفاوت بينهم، فمنهم الغني ومنهم الفقير، وهو العليم بما يصلح كلا منهم ومن يستحق الغنى ممن يستحق الفقر، فذكر أنه المستقل بخلق الأشياء، المتفرد بتدبيرها، فإذا كان الأمر كذلك، فلم يعبد غيره؟ ولم يتوكل على غيره؟ فكما أنه الواحد في ملكه، فليكن الواحد في عبادته.

وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراض بتوحيد الربوبية، وقد كان المشركون يعترفون بذلك، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك؛ إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك.. انتهى.

كما قال ابن كثير أيضا عند تفسير قوله تعالى: وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [يوسف:106]. قال ابن عباس: من إيمانهم أنهم إذا قيل لهم: من خلق السموات ومن خلق الأرض ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله، وهم مشركون به، وكذا قال مجاهد وعطاء وعكرمة والشعبي وقتادة والضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة