اقتناء الألعاب التي على هيئة ذوات الأرواح

0 22

السؤال

عندي ولد، وأنا حريص جدا على تربيته التربية الإسلامية. أحيانا تأتي إلينا هدايا فيها ألعاب على شكل إنسان أو حيوان، علما أنها غير معدة للفائدة. ما حكم اقتنائها ووضعها في البيت؟
وأمر آخر: هناك مناظر على شكل رأس مقطوع، فيه رسم للعيون والشفتين. ما حكم اقتنائها وتعليقها في البيت؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنقول ابتداء: زادك الله حرصا وتوفيقا، وأعانك على القيام بمسؤولية التربية أحسن قيام.

ولا نرى حرجا في تلك الألعاب التي ذكرتها؛ لما دلت عليه السنة من الترخيص في لعب الصغار التي تكون على هيئة ما له روح. وقد فصلنا هذا في فتاوى سابقة، كالفتوى: 287824، وليست تلك الرخصة خاصة بالإناث، بل تشمل الذكور أيضا، كما نص عليه الفقهاء.

جاء في الموسوعة الفقهية: تقدم أن قول الجمهور جواز صناعة اللعب المذكورة. فاستعمالها جائز من باب أولى.

 ونقل القاضي عياض جوازه عن العلماء، وتابعه النووي في شرح صحيح مسلم. قال: قال القاضي: يرخص لصغار البنات، والمراد بصغار البنات من كان غير بالغ منهن ....

العلة في هذا الترخيص تدريبهن عن شأن تربية الأولاد، وتقدم النقل عن الحليمي: أن من العلة أيضا استئناس الصبيان وفرحهم، وأن ذلك يحصل لهم به النشاط والقوة والفرح، وحسن النشوء ومزيد التعلم. فعلى هذا لا يكون الأمر قاصرا على الإناث من الصغار، بل يتعداه إلى الذكور منهم أيضا.

وممن صرح به أبو يوسف: ففي القنية عنه: يجوز بيع اللعبة، وأن يلعب بها الصبيان، ومما يؤكد جواز اللعب المصورة للصبيان -بالإضافة إلى البنات- ما ثبت في الصحيحين عن الربيع بنت معوذ الأنصارية -رضي الله عنها- أنها قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: من كان أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه. فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم -إن شاء الله- ونذهب بهم إلى المسجد، فنجعل - وفي رواية: فنصنع - لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياه حتى يكون عند الإفطار.. اهــ مختصرا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة