ماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة؟

0 11

السؤال

تقدمت لامرأة عن طريق أناس أعرفهم، وكنت جالسا معهم للتعارف، ورأيت الناس وبنتهم، وهم ناس طيبون، وبعد خروجي سألني والداي: ما الأخبار؟ فكان ردي: لا أعرف، كأن مخي توقف، ولم أستطع الحكم عليهم، ولم أعد أفهم شيئا، وعند الصباح صليت الاستخارة، ولا زلت إلى الآن تائها، ولا أعرف ماذا أفعل، وأشعر أني قلق جدا، فأرجو أن تفيدوني في هذا الموقف.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فقد اختلف أهل العلم فيما يعول عليه المستخير بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر أو تيسر الأمر، أم إنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟

والراجح عندنا أن المستخير يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يتركه، إلا أن يصرفه الله عنه، جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: واختلف في ماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة: فقيل: يفعل ما بدا له، ويختار أي جانب شاء من الفعل والترك.

وإن لم ينشرح صدره لشيء منهما، فإن فيما يفعله يكون خيره ونفعه، فلا يوفق إلا لجانب الخير، وهذا لأنه ليس في الحديث أن الله ينشئ في قلب المستخير بعد الاستخارة انشراحا لجانب، أو ميلا إليه، كما أنه ليس فيه ذكر أن يرى المستخير رؤيا، أو يسمع صوتا من هاتف، أو يلقى في روعه شيء، بل ربما لا يجد المستخير في نفسه انشراحا بعد تكرار الاستخارة، وهذا يقوي أن الأمر ليس موقوفا على الانشراح. انتهى. وانظر الفتوى: 123457.

وعليه؛ فإن كنت ترى هذه الفتاة صالحة؛ فلا تتركها، وامض في زواجها، وتوكل على الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة