التنافس على أمور الدنيا

0 28

السؤال

أنا خريجة كلية الآداب، وراضية بكليتي، ولكنني لم أجتهد أثناء دراستي، وأختي خريجة طب بشري، وهي مجتهدة، وكثيرا ما أغار منها، وأحيانا أؤذيها بالكلام، ثم أبكي، وأعاني كثيرا من هذا الشعور، وأدعو الله عز وجل بالاجتهاد، وأسعى للحصول على الماجستير والدكتوراه في تخصصي؛ لكي أشعر أني لست أقل من أختي، فهل يعد هذا تحديا للقدر؟ وهل سيجازيني الله خيرا عندما أسعى للحصول على لقب دكتور جامعي في تخصصي؟ وهل هذا سعي دنيوي سيعاقبني الله عليه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فاجتهادك في مجال دراستك، وسعيك للتفوق والحصول على لقب الدكتوراه، أو غير ذلك، ليس أمرا مذموما؛ فإن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها.

فعليك أن تحبي ما اختاره الله لك، ولا بأس من الطموح، والسعي للأفضل، وليس هذا من الاعتراض على القدر في شيء، بل هو من منازعة القدر بالقدر.

على أننا نحب أن نبين لك أن المنافسة في الدنيا، والتحاسد عليها، ليس مما يليق بالمسلم، والأولى بالعاقل أن ينظر في أمور الدنيا لمن هو دونه؛ لئلا يزدري نعمة الله عليه، وإنما ينافس المؤمن في أمور الآخرة، فينظر إلى من هو أطوع منه لله تعالى، فيقتدي به، ويسعى لأن يسبقه، كما قال تعالى: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون {المطففين:26}.

فعليك أن تقدري الأمور قدرها، وتضعي كل شيء في نصابه؛ لئلا تقدمي ما أخره الله، ولا تؤخري ما قدمه الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات