جمع التبرعات في المسجد يوم الجمعة قبل الخطبة

0 20

السؤال

شكرا لكم على هذا الموقع الرائع، وعلى كل ما تقدمونه من مجهودات.
ما حكم جمع التبرعات في المسجد؟ ففي بلدنا نقوم كل يوم جمعة بين الدرس والخطبتين -أي: قبل أن يصعد الإمام للمنبر- نقوم بجمع تبرعات لفائدة مسجد من المساجد؟ وما حكم هذا الدرس الذي يلقى قبل الخطبتين؟ ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فترغيب الناس في جمع التبرعات في المسجد، لا حرج فيه في الأصل، وقد ورد في عدة أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب الناس في الصدقة، وهو في المسجد، وجمع الصحابة الصدقات في المسجد، كما في حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- قالت: كنت في المسجد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: تصدقن، ولو من حليكن رواه البخاري.

وفي صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر؛ فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالا فأذن وأقام، فصلى ثم خطب، فقال: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة} [النساء:1] إلى آخر الآية، {إن الله كان عليكم رقيبا} [النساء:1]، والآية التي في الحشر: {اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله} [الحشر:18]، تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره -حتى قال- ولو بشق تمرة، قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل، كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.

فالأمر بالصدقة وجمعها في المسجد، جائز عند الحاجة لا حرج فيه.

والمهم أن لا تفعلوا ذلك بين الخطبتين، ولا بين الخطبة والصلاة، وانظر الفتوى: 122892.

وأما عن إقامة الدرس قبل الخطبة، فقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في حكم التحلق قبل الجمعة، بما يغني عن الإعادة هنا، فانظر الفتاوى: 114145, 116585, 11806.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة