هل يجوز لمن يكثر اللحن في قراءة القرآن أن يستمرّ في التلاوة؟

0 9

السؤال

عندي مشكلة في قراءة القرآن، فالقراء عندي ضعيفة جدا، وأحيانا أخطئ في لفظ، فأتهجى الكلمة، وأحيانا أشعر أني ألفظها بشكل خاطئ، فهل يجوز هذا، أم أتوقف عن قراءة القرآن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن مراد السائل أنه يقع في اللحن الجلي الذي يختل به المعنى، أو الإعراب.

فإن كان كذلك، وكان قادرا على التعلم، وتصحيح القراءة، فليتوقف عن القراءة، وليجتهد في التعلم.

وإن لم يكن قادرا على التعليم، أو لا يواتيه لسانه بسبب العجمة، أو غيرها، فليقرأ، ولا يدع القراءة ما دام صوابه في القراءة أكثر من خطئه.

وأما إن كثر خطؤه حتى غلب على صوابه، فليدع القراءة، وليقتصر على تصحيح الفاتحة، وما يستطيع من قصار السور.

وليقرأ بها، وليعوض ما فاته من القراءة بكثرة سماعه لتلاوة القرآن من القراء المتقنين، قال الغزالي في الإحياء في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: والذي يكثر اللحن في القرآن:

إن كان قادرا على التعلم، فليمتنع من القراءة قبل التعلم؛ فإنه عاص به.

وإن كان لا يطاوعه اللسان:

فإن كان أكثر ما يقرؤه لحنا، فليتركه، وليجتهد في تعلم الفاتحة وتصحيحها.

وإن كان الأكثر صحيحا، وليس يقدر على التسوية، فلا بأس له أن يقرأ.

ولكن ينبغي أن يخفض به الصوت؛ حتى لا يسمع غيره، ولمنعه سرا منه أيضا وجه.

ولكن إذا كان ذلك منتهى قدرته، وكان له أنس بالقراءة، وحرص عليها، فلست أرى به بأسا. اهـ. وانظر الفتويين: 49450، 367195.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة