كيفية التعامل مع الإساءة للدين وللرسول على مواقع التواصل

0 7

السؤال

أقرأ أحيانا تعليقات على بعض الفيديوهات من مسلمين أو غير مسلمين فيها إساءة للدين، أو للنبي صلى الله عليه وسلم بمختلف أشكال الإساءة -شبهات أو شتم وسب- فماذا يجب علي أن أفعل؟ فأنا أشعر بالغيرة على ديني، وأريد نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكني أعلم أن أغلب هؤلاء الأشخاص يجادلون تطاولا وعنادا، ومن يتحاور معهم -ولو بالحسنى- يتطاولون عليه بالسب والشتم في أحيان كثيرة، وأحيانا بالقذف وأنا أنثى، والكلمات تؤذيني، فماذا أفعل؟ فأنا أقول في نفسي: نصرة الدين -ولو كان فيها إيذاء- يترتب عليها الثواب، وصوت آخر بداخلي يقول: هؤلاء لا فائدة فيهم، وهذا يعد جدالا فقط، وأنا أرفض بلساني وقلبي، وبعدم الرد أدفع عن نفسي أذى قد يلحق بي وضررا، ولكني أيضا أقول في داخلي: لعلهم يتعظون، أو فيهم جهلاء حقا، وبداخلي صوت يقول: يوجد من هم أحق مني بالرد وأفقه.
لدي خلفية دينية -والحمد لله-، وأنا طالبة للعلم الشرعي بجانب مجالي، ولكني أعلم أن هناك من هو أحق بذلك مني، فلا أجد ما أحسن به الرد أحيانا وأجد أحيانا أخرى، فكيف أتعامل مع الإساءة للدين، وللرسول صلى الله عليه وسلم، أو صحابته، أو أمهات المؤمنين في السوشيل ميديا، سواء في التعليقات أم في المنشورات؟ وهل أكون آثمة بعدم ردي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فعليك أن تجتنبي كل ما من شأنه أن يؤذيك مما فيه أذية لله ورسوله، فلا تطلعي على مثل تلك المنشورات، واحرصي على سلامة قلبك، وجنبيه مظان الفتن ما أمكن.

ثم إن اطلعت على شيء من ذلك: فإن كانت المناقشة والجدال تجلب مزيدا من السب والشتم لله ورسوله؛ فتجنبيها، ولا تخوضي معهم في شيء من ذلك؛ فإن الله تعالى يقول: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم {الأنعام:108}.

وأما إن كان يرجى منها النفع وإزالة الشبهة: فإن كان لديك العلم الكافي لرد تلك الشبهة؛ فاكتبي ردك بالتي هي أحسن.

وإلا يكن لديك ما يكفي من العلم، فلا تتكلمي؛ لئلا تفتحي بابا للصادين عن سبيل الله، ينالون منه من الدين وأهله.

وحيث تكلمت، فليكن جدالك بالحكمة، والموعظة الحسنة، كما قال تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن {النحل:125}.

وحيث كففت عن ذلك -لنقص العلم، أو خشية الفتنة-، فلا إثم عليك.

وطرق الدعوة إلى الله ونصرة الدين كثيرة، غير مقتصرة على الرد على تلك التعليقات المسيئة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة