التحسر على عدم دخول كلية معينة بعد رؤية ما يشجع على دخولها في المنام

0 7

السؤال

منذ سنوات صليت استخارة لدخول كلية معينة، ورأيت في المنام ما يشجع على ذلك، ثم عزمت على استشارة واستفتاء أحد أهل العلم لتعلق الأمر بجانب شرعي، وفي الطريق قابلت أخا ليس من أهل العلم، فأشار علي بعدم دخول تلك الكلية، فأخذت بمشورته؛ ظنا أن هذا هو الأفضل دينيا، وثقة في ذلك الأخ، ولم أسأل أحدا بعد ذلك، وبعد ذلك اكتشفت أن هذا الأخ لم يكن أهلا لتلك الثقة.
وقد حدثت لي مشاكل وابتلاءات كثيرة في ديني ودنياي بعد سنوات، وكانت تلك الكلية -فيما أحسب- ستجنبني كل ذلك، وتكون سببا في حياة حسنة، وتجنبني الابتلاءات التي ابتليت بها في ديني بسبب سعيي على الدنيا، وأنا نادم على عدم دخولي تلك الكلية، خاصة أني رأيت في المنام ما يشجع على دخولها، فهل أنا مخطئ في ندمي؟ وكيف أصبر أو أرضى بأن ما قدره الله وقضاه هو الخير لي؟ مع أن هذا الأمر بكسبي؛ بسبب عدم ذهابي لعالم ثقة، وعدم أخذي بما رأيته في المنام.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد

فالمشروع للمستخير أن يمضي فيما استخار الله عز وجل فيه، ثم يرضى بما يقدره ويقضيه سبحانه، ولا يلزم العمل بالرؤيا، ولا غيرها.

وإذا كنت قد قصرت في السؤال والبحث فيما مضى، وكان قد فات الأمر، بحيث لا يمكنك تدارك ما تظنه خطأ، فلا داعي للحزن، ولا للندم، بل عليك أن تحمد الله على ما قدره وقضاه، وأن تستفيد من ذلك الدرس فيما يستقبل من حياتك.

ولا شك -إن شاء الله- في أن ما قضاه الله لك هو الخير، والمصلحة، وإن كنت لا تدري وجه ذلك.

فاستسلم لحكم الله، ولا داعي لقول: لو أني فعلت كذا لكان كذا.

ولا داعي للتحسر على أمر لا يمكن تداركه؛ فإن هذا من العجز.

وحاول أن تواجه مشاكلك بالصبر، والاستعانة بالله، والأخذ بالأسباب المعينة على حلها.

وفقك الله لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة