تشجيع النفس بمكافأتها عند إتمام حفظ القرآن الكريم

0 18

السؤال

أود أن أحفظ القرآن، وقد حاولت كثيرا، ولكنني لم أكمله، وليست هناك إمكانية للذهاب إلى شيخ؛ لأن أمي لم تسمح لي بهذا، وحفظت بمفردي خمسة أجزاء، ولكني نسيتها، وأنا لا أستمر في الحفظ، ولا المراجعة، فقلت لنفسي: إنني أود أن أشجع نفسي على الاستمرار في الحفظ بمنحي مكافأة كبيرة إذا أتممت حفظه، فهل هذا يضيع ثواب الحفظ أم لا؛ فقد سمعت أن من طلب العلم الديني لغير وجه الله، لم يشم عرف الجنة؟ وما نصيحتك لي؟ كما أنني أحسد الحفاظ كثيرا، وأتمنى أن أصل إلى ما وصلوا إليه بأي طريقة، فأفيدوني، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في تشجيع نفسك على حفظ القرآن بتلك المكافأة، ولا يعد هذا -إن شاء الله تعالى- منافيا للإخلاص، وكذا لو كانت المكافأة لك من شخص آخر، ما دام الدافع لك على حفظ القرآن هو حب القرآن، والرغبة فيما عند الله، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يشجع على بعض الأعمال الصالحة بشيء من الجوائز، فقال مثلا في الغزو: من قتل قتيلا له عليه بينة، فله سلبه. متفق عليه.

وسئلت اللجنة الدائمة عن حكم الإسلام في الجوائز التي تعطى تشجيعا على حفظ القرآن، أو مدارسة علم الدين؟

فأجابت بقولها: لا نعلم بذلك بأسا؛ لأن ذلك وسيلة لتحقيق غاية شرعية نبيلة، والوسائل لها حكم الغايات. اهــ.

وجاء فيها أيضا: لا بأس بمنح جوائز نقدية لحفز همم الطلاب على حفظ كتاب الله جل وعلا، ويوجه الطلاب إلى إخلاص النية لله لحفظ القرآن، والجوائز تأتي تبعا، ولا تكون هي المقصود من الحفظ. اهــ.

وقولك: إنك تحسد الحفاظ كثيرا، وتتمنى الوصول إلى ما وصلوا إليه بأي طريقة، إن كنت تعني بالحسد هنا الغبطة، وهو أن تتمنى أن تحفظ مثلهم، من دون أن تتمنى زوال نعمة الحفظ عنهم؛ فهذه غبطة في الخير ومحمودة.

 وإن كنت تعني بالحسد أنك تتمنى زوال تلك النعمة عنهم؛ فهذا لا يجوز، وانظر للأهمية الفتوى: 153275 عن الفرق بين الحسد والغبطة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة