وضع اليد على الصدر أو الرأس عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم

0 36

السؤال

عندما يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحد الصالحين في بعض المجتمعات، يقومون بوضع أيديهم على قلوبهم احتراما، وتوضيحا للمحبة، فهل هذا يجوز؟ أم إن هذا الفعل بدعة؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمشروع عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلى عليه، كما هو معلوم.

وأما وضع اليد على الصدر أو على الرأس -كما في بعض المجتمعات-؛ فإننا لا نعلم له مستندا شرعيا.

وإذا كان الأمر كذلك؛ فالمداومة على هذا الفعل كلما ذكر اسمه الشريف -صلى الله عليه وسلم-، قد يترتب عليها إيهام الناس أن هذا الفعل من الشرع، وأنه سنة، وكثير من البدع تنشأ بمثل هذا؛ إذ تفعل أول أمرها بغير قصد التعبد، ثم تنتشر بين الناس، ويتداولها الأجيال، حتى يظن أنها سنة، فإذا أنكرها منكر، قالوا: أنكرت السنة.

وإحداث البدع، وجعلها بمنزلة السنة، هي الفتنة التي عناها ابن مسعود ـ رضي الله عنه -بقوله: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة، يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة، فإذا غيرت، قالوا: غيرت السنة؟ قالوا: ومتى ذلك -يا أبا عبد الرحمن-؟ قال: إذا كثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة. رواه الحاكم، والدارمي، والبيهقي، وصححه الألباني.

فتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وحبه، كان مستقرا في نفوس الصحابة الكرام؛ ومع ذلك لم ينقل إلينا أنهم كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم، أو على رؤوسهم، كلما سمعوا اسمه الشريف، وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة