واجب من حاول زيارة خالته ولم يتمكن إلى أن ماتت

0 10

السؤال

لم أتعرف إلى خالتي أبدا، ولم أعرف مقر سكنها، فهي تسكن مع ابنتها في منزلها، وسألت أمي: لماذا لا تزورنا؟ فلم تعطني جوابا شافيا، كما أني طلبت منها الذهاب إليها لتفقد أحوالها، لكن أمي كانت تتجاهل الموضوع عدة مرات، كما أني لا أعرف منزلها، ونسيت أن أطلب من خالتي الأخرى إعطائي مكان سكنها، إلى أن توفيت في زمن كورونا، فهل أعد قاطع رحم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن صلة الخالة واجب، وقطع صلتها قطيعة للرحم، ولكن إن بذلت جهدك في صلتها ولم تتمكن من الوصول إليها؛ فقد أديت ما عليك، وقد قال الله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها {البقرة:286}، وقال تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم {التغابن:16}، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فإذا أمرتكم بشيء، ‌فأتوا ‌منه ‌ما ‌استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء، فدعوه. متفق عليه.

وأنت أدرى بنفسك هل ما بذلته كاف في تحقيق واجب الصلة أم لا؟ فاعرض على نفسك ما بذلته من جهد لصلة خالتك، وأنت خير ناقد لها، وقد قال الله تعالى: بل الإنسان على نفسه بصيرة [القيامة:14].

وإن فاتك الوصول إليها وصلتها في حياتها، فلا يفوتك الدعاء، والاستغفار لها، والصدقة عنها بعد مماتها، فإن: الخالة بمنزلة الأم. كما في الحديث الذي رواه أبو داود، والميت ينتفع بتلك الأعمال التي يفعلها له الحي، وراجع الفتوى: 3500.

وعليك أن تنصح والدتك وخالتك الأخرى، إن كانتا على قيد الحياة، بالتوبة إلى الله تعالى، وكثرة الاستغفار إن كان قد حصل منهما قطيعة، أو تقصير في حق هذه الخالة المتوفاة، وأن تستغفرا لها، وتدعوا لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة