هل من الظلم ردّ الفتاة للشاب ذي الخُلُق والدِّين المتقدّم لخِطبتها؟

0 11

السؤال

منذ زمن طويل كنت أدعو الله إن كان أحد الشباب -من أقارب العائلة- خيرا لي أن يزوجني به، وإن كان شرا لي أن يصرفه عني، ويصرفني عنه، ثم تقدم لخطبتي ذلك الشاب، وكنت موافقة على طلبه، وسعيدة جدا، وفجأة تغير كل شيء عندما حدثني أخي عن مواقف جعلت أخي يشعر أن الشاب لا يهتم بمصدر ماله -إن كان حلالا أم حراما-، وبعد سماعي لها رفضت الشاب، وعلمت أنه تزوج بعد سنة، وأنا لم أتزوج بعد ست سنوات من رفضي له، ثم تزوجت رجلا لا بأس به، وكنت سعيدة معه جدا، ولكن بعد سنة ونصف من زواجنا اكتشفت أنه يتكلم مع فتاة أخرى، وتقول له: اشتقت لك، ومثل هذا الكلام، فواجهته، وحدثت بيننا مشاكل، واعتذر مني، وأكملت معه عيشتي.
وأنا أشعر بعد تلك المشكلة مع زوجي أن الله عاقبني، فقد مررت بمشاكل كثيرة في السنوات الست الماضية، وابتليت ببعض الكبائر التي لم أكن أتخيل أن أقع فيها في حياتي؛ رغم أني كنت فتاة ملتزمة جدا، وعانيت من مرض نفسي، وشعرت أني معاقبة وأن زواجي لو لم يتأخر لما حدثت معي كل تلك الأمور، وربما أكون قد ظلمت ذلك الشاب منذ البداية، وقد مرت الأيام، وتعرفت إلى زوجة الشاب، ولديه أولاد، وزوجته سعيدة معه جدا، فهل ظلمت الشاب، فعوقبت، أم إن رفضي كان في محله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فقد أحسنت بحرصك ابتداء على البحث عن الزوج الصالح، وهذا من شأن المؤمنات، فجزاك الله خيرا.

  ومما لا شك فيه أن الشرع قد حث على اختيار صاحب الدين والخلق، وقبوله خاطبا، كما في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.

والأمر بقبوله خاطبا هنا، ليس للوجوب، قال المناوي في فيض القدير: فزوجوه: ندبا مؤكدا. اهـ.

ومن هذا تعلمين أنك على كل تقدير لست آثمة برفضك ذلك الشاب، فضلا عن أن تكوني ظالمة له، فهوني على نفسك، وأحسني معاشرة زوجك.

وتوبي إلى ربك من الذنوب التي اقترفتها، واعملي على سلوك سبيل الاستقامة. 

وراجعي الفتاوى: 12928، 1208، 10800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة