0 12

السؤال

هل يجوز لي الدعاء بلغتي العامية، بمعنى أنني عندما أدعو الله هل يجب علي حفظ دعاء ثابت لذلك، أم لا؟ بمعنى أن أقول مثلا: (يا رب أنا عاوزة الموضوع ده يتم، فلو خير لي سهله، يا رب يسر أموري) ومثل هذا؟
وهل يجوز دعاء الله بأي شيء مهما كان صغيرا أو تافها؟ وهل الاستغفار كثيرا يحقق الأمنيات؟
وأستغفر الله العظيم إن كنت قد أخطأت في كلامي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالدعاء بالعامية جائز لا حرج فيه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من دعا الله مخلصا له الدين بدعاء، سمعه الله وأجاب دعاءه، سواء كان معربا أو ملحونا. والكلام المذكور لا أصل له؛ بل ينبغي للداعي إذا لم يكن عادته الإعراب أن لا يتكلف الإعراب. قال بعض السلف: إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع. وهذا كما يكره تكلف السجع في الدعاء، فإذا وقع بغير تكلف فلا بأس به؛ فإن أصل الدعاء من القلب، واللسان تابع للقلب. ومن جعل همته في الدعاء تقويم لسانه أضعف توجه قلبه، ولهذا يدعو المضطر بقلبه دعاء يفتح عليه لا يحضره قبل ذلك، وهذا أمر يجده كل مؤمن في قلبه.

والدعاء يجوز بالعربية وبغير العربية، والله سبحانه يعلم قصد الداعي ومراده وإن لم يقوم لسانه، فإنه يعلم ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تنوع الحاجات. انتهى.

ولكن الأولى تجنب ذلك في الصلاة، ولتنظر الفتوى: 53502، ويجوز دعاء الله بكل شيء حتى لو كان صغيرا في نظر الداعي.

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: فصل: في ألا يسأل العبد إلا الله، قال الله تعالى: {فإذا فرغت فانصب} {وإلى ربك فارغب}. قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: {إذا سألت فاسأل الله. وإذا استعنت فاستعن بالله}. وفي الترمذي: {ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع؛ فإنه إن لم ييسره لم يتيسر}... اهـ.

والاستغفار الكثير سبب بإذن الله في نيل المطلوب ودفع المرهوب، كما قال تعالى حكاية عن نوح عليه السلام: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا {نوح:10-12}.

وفي السنن من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة