المفاضلة بين التدرج في ترك التدخين والإقلاع النهائي

0 3

السؤال

جزاكم الله خير الجزاء لما تقدمونه للمسلمين، فبفضل الله، ثم فضلكم تعلمت الكثير حول الدين، وأقلعت عن الكثير من الأخطاء.
أنا شاب عمري 18 عاما، ابتليت بالتدخين في الخامسة عشر من عمري؛ بسبب طيش المراهقة، و هداني الله منذ بضعة أشهر، وعدت للدين، وأصبحت مداوما على الصلاة، والسنن الرواتب، وقررت اليوم ترك التدخين، فحلفت بالله ولم أدخن، ولكني أدرس البكالوريوس، وبقي على امتحاني القليل، ومعلوم عند الجميع الآثار الانسحابية لترك للتدخين، والتي تتضمن اكتئابا، وعصبية، وضعف تركيز، فقال لي أهلي: إذا تركت التدخين فجأة، فلن تستطيع التركيز في دراستك، وسوف تفشل، ولديهم الحق؛ لأني في غضون ساعات من تركه تعبت، واكتأبت، وفقدت تركيزي،
وأرشدني أهلي إلى التخفيف منه بالتدريج، ثم قطعه.
فإذا تركت التدخين الآن بشكل مفاجئ؛ فالمنفعة الوحيدة هي تركه، ويترتب على ذلك مفاسد في دراستي شديدة للغاية، فهل نأخذ في هذه الحالة بقاعدة: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"؟
واعلموا أنني كرهت التدخين كرها شديدا، ولو توفر دواء يساعد على ترك التدخين؛ لأخذته، ولم أبال، ولكني بحثت ولم أجد في بلدي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فكثير من المدخنين أقلعوا عن التدخين دفعة واحدة، وتحملوا الأعراض الانسحابية للترك المفاجئ للتدخين، والتي تشتد في الأيام الثلاثة الأولى بعد تركه، ومن يتصبر يصبره الله.

والتدرج في الترك قد يكون هو نفسه أحد أسباب العجز، والعودة للشراهة في التدخين.

وبحسب دراسة حديثة نشرت في دورية "سجلات الطب الباطني"؛ فإن الأشخاص الذين يريدون الإقلاع عن التدخين يحظون بفرص أكبر للنجاح، إذا قرروا التوقف بشكل مفاجئ عنه؛ فاستعن بالله، ولا تعجز.

ومع ذلك؛ فإننا ننصحك بالاستعانة بطبيب متخصص في علاج إدمان التدخين.

وأما بخصوص سؤالك عن حصول مفسدة شديدة في دراستك إذا تركت التدخين بشكل مفاجئ، فجواب ذلك يعتمد على صحة هذه المقدمة، فإذا كان الأمر كذلك، وأمنت هذه المفسدة في حال التقليل، والتدرج في ترك التدخين، فقد يقال حينها بالرخصة في الترك التدريجي، ولكن ثبوت ذلك لا يتضح لنا، ويمكن الاعتماد فيه على حكم أهل الخبرة من الأطباء المتخصصين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات