طاعة الأب في منع زيارة زوجة الابن أهلها

0 4

السؤال

أنا متزوج منذ سنة، وأسكن مع أبي في نفس البيت، وأبي يرفض أن تذهب زوجتي إلى بيت أبيها وأمها، ويمنع أمها أن تأتي لزيارتها؛ لأن هناك مشاكل بين أبي وأمها، وأنا الآن في حيرة: هل أعصي أبي وأدعها تذهب، أو أحرم زوجتي من حقها في زيارة أبيها وأمها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فأول ما نوصيك بفعله هو الإكثار من الدعاء بأن يصلح الله سبحانه ما بين أبيك وأم زوجتك؛ فالدعاء سلاح المؤمن، ومن خير ما يحقق به المسلم ما يبتغي، والرب جواد كريم يتقبل الدعاء، وهو القائل: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.

ثانيا: ينبغي أن تسعى في سبيل الإصلاح بين الطرفين؛ فالإصلاح بين المتخاصمين من أفضل القربات، وأجل الطاعات، جاءت نصوص القرآن والسنة بالحث عليه، وبيان فضله، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 50300، والفتوى: 53747.

ويمكنك أن تندب لأمر الصلح بعض ذوي الوجاهة، ومن يرجى أن يكون لهم تأثير على الطرفين.

ثالثا: احرص على محاولة إقناع أبيك بالسماح لك بالإذن لزوجتك في الذهاب لزيارة أهلها، وأن ذلك من حق الرحم التي أمر الله بصلتها، وحرم قطيعتها، واستعن بالله سبحانه، ثم بمن ترجو أن يقنعه، فإن اقتنع فالحمد لله، وإلا فلا يجوز لك طاعته في منعك من السماح لها بزيارة أهلها لغير مسوغ شرعي؛ لأن الطاعة إنما تكون في المعروف، وانظر الفتوى: 76303.

رابعا: إن كانت زوجتك تسكن مع أهلك، فابحث عن سبيل لأن تكون في مسكن مستقل حسب استطاعتك، والمسكن المستقل من حقها، ولعل هذا الأمر يعين على معالجة هذه المشكلة، وراجع الفتوى: 66191.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة