لعن فرعون وآله ثابت في القرآن الكريم

0 10

السؤال

من المشككين في الأحاديث من يقول: كيف يلعن الله سبحانه النامصة، رغم أنه -سبحانه- لم يلعن فرعون؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ندري من أين الجزم بأن الله سبحانه لم يلعن فرعون! بل قد لعنه، ولعن آله لعنات متتابعة، لعنة بعد لعنة، كما قال تعالى: ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد * يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود * وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود [هود: 96، 99].

قال الطبري في جامع البيان: أتبعهم الله في هذه -يعني في هذه الدنيا- مع العذاب الذي عجله لهم فيها من الغرق في البحر، لعنته ... وفي يوم القيامة أيضا يلعنون لعنة أخرى ...

وقوله: (بئس الرفد المرفود) يقول: بئس العون المعان، اللعنة المزيدة فيها أخرى مثلها. انتهى. ثم روى عن مجاهد قال: (وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود) اللعنة في إثر اللعنة. انتهى.

وقال القاسمي في محاسن التأويل: {وأتبعوا في هذه} أي: الدنيا {لعنة ويوم القيامة} أي: يلعنون في الدنيا والآخرة، فهي تابعة لهم أين كانوا. انتهى.

وقال الواحدي في الوجيز: {بئس الرفد المرفود} يعني: اللعنة بعد اللعنة. انتهى.

وقال السعدي في تفسيره: {وأتبعوا في هذه} أي: في الدنيا {لعنة ويوم القيامة} أي: يلعنهم الله وملائكته والناس أجمعون في الدنيا والآخرة. انتهى.

وبعد أن ذكر الله تعالى قصة فرعون مع موسى، قال سبحانه: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار [غافر:51-52].

أما بخصوص لعن النامصة، فراجع فيه الفتوى: 136339. ولمزيد الفائدة، يمكن الاطلاع على الفتويين: 47096، 10303.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات