الشرع الحكيم وضع حدودًا لتعامل الرجل مع المرأة الأجنبية

0 5

السؤال

تعرفت إلى بنت تعيش بمفردها، وعندما عرفتها وجدت عندها الكثير من الأصدقاء الشباب، ووجدتها تتجاوز معهم -في الخروج، والسهر، والكلام-، وهذا يخالف مبدئي.
وقد طلبت منها الابتعاد عنهم، فابتعدت عنهم بعد سنتين من معرفتي بها، وبعد ذلك عرفت أنها كانت تعيش على ذكرى حب قديم، وأنها بمجرد أن تزوج ذلك الشخص قبلت أن تحبني، وتعمل لي ما طلبته منها من تركها لأصدقائها، وتضبيط بعض الأمور بيننا، وهي تكذب دائما، وصدمتي بعد أن عرفت أنها تعيش على تلك الذكرى، بل كانت فاجعة لي.
أحس دائما أنها لا تحبني، وأشعر أنها سترجع لحياتها القديمة -من أصحاب وخروج- بعد الزواج، وأشعر أنها لا تعرف معنى الزواج وقدسيته، وأنها- بينها وبين نفسها- لا تزال تعيش على ذلك الحب القديم.
وبالفعل وجدت محادثات بعد ارتباطنا بفترة بينها وبين صديقاتها، متذكرة فيها تاريخ زواجه، وكل تفاصيله، وأنه أنجب ولدا، وأنه كذا وكذا، وكانت صدمتي أكبر وقتها، وتركتها، وهي الآن تحملني الذنب، وتقول: إنه مجرد كلام عادي، وأصبحت في شك فيها؛ لكذبها، وحياتها، وأسلوب معيشتها.
والحقيقة أني كرهت كل أيام عمري التي قضيتها معها، وهي بالفعل جريئة مع الشباب في الحوار والكلام، ولا تعرف شيئا عن الدين غير الصلاة، ولا تعرف قيما، ولا أصولا، ولا تزكية البنت لنفسها، وأنا خارج من بيت يعرف الدين جيدا، والأصول إلى حد ما، والعلاقة أرهقتني، فهل أكمل بعد كل هذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلم يكن لك أن تكمل مع هذه الفتاة، بل إن تعاملك معها على النحو الذي ذكرته أمر محرم؛ فالشرع الحكيم قد وضع حدودا للتعامل بين الرجل والمرأة الأجنبية؛ منعا للفتنة وأسبابها، فحرم المحادثة بينهما لغير حاجة، والخلوة، ونحو ذلك، وراجع الفتوى: 33105، والفتوى: 21582.

وهنالك أسس لاختيار الزوجة، سبق لنا بيانها في الفتوى: 8757، والفتوى: 24855.

فبادر إلى الزواج؛ لتحصن نفسك، وتعفها عما حرم الله تعالى، ولتحفظ دينك وعرضك، وابحث عن المرأة الصالحة التي تعينك في أمر دينك ودنياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة